المقالات

البنية الأخلاقية

1681 00:51:38 2014-04-02

المهندس زيد شحاثة

تحتاج الدول إلى فترة طويلة, وصرف أموال كثيرة, وجهود جبارة, وخبرات عالية لتنجح في بناء قوات أمنية, أو جيش وطني لحمايتها بشكل صحيح وكفوء.
كثير من مدارس الفكر العسكري أو الأمني, تهتم بموضوعة الاحتراف والقوة القتالية, وهذا منطقي للقوات الخاصة بحماية حدود الوطن, فيما تختلف قوى الأمن الداخلي من حيث الأولوية لمهامها, فيبقى الاحتراف والمهنية والقوة والحزم في مقدمة مميزاتها المنشودة, لكن يضاف لها كأولوية مهمة , بنية أخلاقية تؤطر عملها كونها تتعامل بشكل مباشر مع المواطن.
أظهرت حادثة قتل الصحفي الأكاديمي محمد الشمري خللا كبيرا في البنية الأخلاقية لقواتنا الأمنية, وكيفية نظر المواطن إلى رجل الأمن, وكيفية تعامل رجل الأمن مع المواطن.
للكلام بموضوعية, يجب أن نركز على قيمة المواطن كانسان بغض النظر عن منصبه أو عنوانه أو مهنته, وأي مواطن عراقي له كامل الحقوق, وهو سيد..وكل من في الدولة من رئيسها إلى اصغر موظف فيها من حيث الدرجة الوظيفية, بمثابة الخادم.. لدى هذا المواطن الفرد, والشعب عموما.
رغم أن حادثة الشهيد الشمري, أخذت صدى إعلاميا ربما نتيجة استغلالها سياسيا, وانتخابيا, ومن جهات كثيرة, وتسويقها إعلاميا من قبل كثير من القنوات الفضائية, وكل منها له أسبابه في هذه التغطية, إلا أن هذا الاهتمام أفاد وبطريقة ما في الكشف عن التراجع الخطير في الأسس والمبادئ الأخلاقية لقواتنا الأمنية..بل ولكل نظام حكومتنا, والدولة بكل مفاصلها, من حيث التعامل مع مواطنها!.
بناء قوات محترفة وقوية ومنظمة ولها مهابة في قلب العدو قبل الصديق, مطلب وطني وضرورة إستراتيجية لحماية حاضر ومستقبل العراق, لكن يجب أن لا ننسى أن تلك القوات هدفها الأساسي,هو حماية امن وراحة المواطن نفسه, وإلا فلا حاجة لوجودها أن لم تحقق هذا الهدف..فكيف أن عملت بعكس ذلك؟!.
الجهد والتضحية التي يقدمها كثير من رجال الأمن, خرافي ويفوق التصور, من حيث البطولة والشجاعة والصبر على التعب والتهديد, وحجم التضحية..لكن لا قيمة لكل ذلك أن لم يكن لمصلحة الوطن..وفي خدمة المواطن العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك