عبد الكاظم حسن الجابري
امتازت حركة المجلس الإسلامي العراقي ومنذ بدايات تأسيسه, في 17 تشرين الثاني 1982 امتازت بالخطاب المتزن, ومد جسور الإخوة والروابط, مع كل الحركات التحررية المناوئة للحكم الصدامي.
هذا الامتياز, نجده جليا في أهداف ومبادئ المجلس الأعلى, حيث تنص إحدى الفقرات من أهدافه ومبادئه على "الإيمان والالتزام برباط الإخوة, بين جميع المسلمين في العراق, شيعة وسنة, عربا وأكرادا, وتركمانا, وغيرهم, واحترام الأقليات الدينية الأخرى, وتجنب كل ألوان التعصب الطائفي البغيض, أو النزعة الجاهلية, أو العنصرية, أو أي عمل يضر برباط الإخوة الإسلامية, أو يضعف الوحدة الوطنية, بين جميع العراقيين ضمن العراق الموحد".
من هذا المنطلق, ابتعد المجلس وقيادته, من الدخول في أي مهاترات سياسية, أو مماحكات فئوية, أو صدامات حزبية, والتزم قياديو المجلس بمد جسور الود, والمحبة للجميع, إذ كان الهدف هو إسقاط الصنم البعثي.
استمر المجلس الأعلى, بنهجه بعد التغيير في العراق عام 2003, حيث كان الركن الآمن للعملية السياسية, والجناح الذي يؤوي الجميع تحت ظله, ابتداءاً بالمرحوم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم"قدس سره", مرورا بالسيد عبد العزيز الحكيم "قدس سره", انتهاءاً بسماحة السيد عمار الحكيم.
خطاب تيار شهيد المحراب المتزن والمتعقل, والذي لا يقابل الإساءة بالإساءة, يأتي من رصانة هذا التيار وثقته بنفسه وبقيادته, ويدل على قوة وثبات هذا التيار.
هذه الأيام, تشهد الحركة السياسية العراقية حراكا كبيرا, بسبب قرب الانتخابات النيابية نهاية نيسان القادم.
هذا التحرك اوجد حربا كلامية, بين أحزاب السلطة أو الكتل المتنافسة في الانتخابات.
خلال هذه الموجه من التراشق الكلامي والإعلامي, التزم المجلس الإعلامي الحيادية في الطرح, رغم أن بعض الأحزاب جعلت الشغل الشاغل, لها التسقيط برموز وشخصيات تيار شهيد المحراب.
ظن البعض ممن أعمت بصيرتهم السلطة, إن سكوت, وعدم رد تيار شهيد المحراب, بأنه ضعف, وعدم امتلاك تيار شهيد المحراب للقدرة على الرد, أو الدفاع وحتى الهجوم.
لقد جاء الرد حاسما وقويا, بل ومزلزلا, من خلال كلمة السيد عمار حكيم, زعيم المجلس الإسلامي الأعلى, في الملتقى الثقافي حيث قال" وماذا يتوقع الطرف المعتدي ، الذي يلجأ إلى التسقيط, وافتعال ملفات كيدية ضد شخصيات سياسية ، فبالتأكيد سيكون هناك رد ، وسيكون رداً حاسماً وقوياً ، وأوكد بأنه سيكون رداً مفاجئاً للجميع".
إن لغة التسقيط السياسي التي انتهجها المفلسون سياسياً, ضد المجلس الأعلى هي التي أفضت إلى هذا الرد.
فالمجلس الأعلى يمتلك من المقومات الإعلامية, ما يمكنه أن يرد على أي تخرص أو لغة تسقيط لكن يد الإخوة التي يمدها للجميع تجعله ينأى بنفسه عن هذه اللغة.
لكن لكل مقام مقال كما يقال, فتحذير السيد عمار الحكيم جاء كنظرة اسشترافية, لنهم متعطشي السلطة, في اعتماد لغة تسقيط المنافسين, بدلا من وضع برامج ومناهج خدمية, تجعل الكسب الانتخابي في متناول من يريد الفوز.
https://telegram.me/buratha