هادي ندا المالكي
مع بدا الحملة الإعلامية للقوائم والكتل والكيانات والأفراد المشاركة في الانتخابات النيابية التي تجري نهاية الشهر الحالي برزت ظواهر متنوعة ومختلفة في الية تنفيذ هذه الحملة وطرحها وترويجها. وواضح ان حجم الحملة الإعلامية للانتخابات النيابية اختلف من كتلة الى أخرى تبعا لتوفر عوامل السلطة والمال والقوة وما يمكن ان تمنحها هذه العوامل من انتشار وكثافة وإسراف وتبذير في وقت اكتفى البعض الأخر باليات وأساليب تكاد تكون محدودة وخجولة طالما ان عوامل السلطة والقوة غير متوفرة.
ومع بزوغ فجر يوم الأول ومع صبيحة كذبة نيسان انتشرت في شوارع العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى الحملة الانتخابية للقوائم والكتل السياسية المشاركة وكانت المفاجئة ان دولة القانون التي يترأسها القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء قامت بسرقة شعار الحملة الأمنية...معا" التي تم الترويج لها بعد أحداث الرمادي والتي تحيي بطولات وصولات الجيش في صور ومواقع تجمع السيد نوري المالكي مع شيخ عشيرته والتي انتشرت من البصرة الى حدود اربيل وسليمانية.
ولان "معا" يعتبر شعار الحملة الايمانية عفوا الحملة الامنية التي لم تنته بعد ،فقد تم تمويلها من اموال الخزينة العامة ومن اموال الفقراء والمعوزين ومن اموال العراقيين الذين يتباكى عليهم حيدر العبادي واعضاء دولة القانون ولم يتم تمويلها من اموال المالكي او حسن السنيد او كمال الساعدي او حنان الفتلاوي او ابا رحاب زوج بنت المالكي.
واستخدام شعار الحملة الامنية يعتبر خرق مسبق للحملة الاعلامية لان "معا" شعار اطلق قبل اشهر من اطلاق الحملة الاعلامية للانتخابات وبالتالي فان تبعات قانونية يجب ان تترتب على مثل هذا الفعل الا ان اي قرار لا يمكن التوقع له الصدور باتجاه التغريم او الحرمان طالما ان الجهات المعنية باتخاذ مثل هذه القرارات اسيرة لدى الكتلة التي استخدمت شعار معا.
وغير الخرق فان قيام دولة القانون بالتعدي على شعار معا انما يمثل افلاسا ونكوصا من قبل الكتلة وشعورها بالعجز والخواء لانها لم تطرح برنامجا انتخابيا يمكنها من خلاله من اقناع الناخب لاختيارها والتصويت لشخوصها وليس لديها اي منجز يمكن من خلاله ان تتباهى به سوى ملعب البصرة الذي اوجدته الظروف ولم تجده إستراتيجية البناء والاعمار ومنجز واحد في ثمان سنوات يمثل كارثة وفجيعة.
معا لنبني العراق شعار جميل لكنه اجوف لان الحكومة التي عجزت في ثمان سنوات عن بناء صرح واحد لن يكون بامكانها ولو بعد الف عام ان تبني مجمعا سكنيا واحدا لانها حكومة ازمات ومشاكل وبكل تاكيد فان المشاكل والازمات لن تبني بلدا... نعم تاتي بالحروب والفقر والبؤس ولهذا فان "نعم" يجب ان يبقى شعار الحملة الامنية وليس من حق ابي رحاب القفز عليه حتى لو كان مقربا وصهرا للمالكي.
https://telegram.me/buratha