محمد حسن الساعدي
في البدء علينا أن نثير تساؤل ...هل لدى جميع الكتل المشاركة في الانتخابات برنامج انتخابي واضح ؟ ، والذين أعلنوا برنامجهم ، هل سيقومون بتطبيقه حال تصديهم للمسؤولية ؟
بالتأكيد جميع الكتل الفائزة تسعى إلى الظفر برئاسة الوزراء ، والحصول على الأغلبية المريحة في مجلس النواب ، وهذا بحد ذاته يخلق حالة من التنافس "المقبول " بين المنافسين ، وتقديم برنامج يرضى المواطن العراقي ، ويجعله قريباً من التصويت لهم ، وهو بذاته حق مشروع للجميع مادام يسير وفق الضوابط القانونية التي اقرها الدستور وشرعته المفوضية العليا للانتخابات في العراق .
كان ممن قرأت من برامج انتخابية واضحة هو ما طرحته كتلة " المواطن" من برنامج وضعته تحت شعار " المواطن ينتصر " وهي مقدمة جيدة للدخول في المعترك الانتخابي أمام جيوش من الوسائل الإعلامية الحكومية والتي تسعى إلى أبعاد أي منافس أمامها وبجميع الوسائل المتاحة لديها .
كان ممن قرأت في برنامج ائتلاف المواطن رؤيتهم في مجال التعليم ، والذي بالتأكيد يبقينا تحت تساؤلنا السابق عن مدى قدرة كتلة "المواطن" على تنفيذ هذا البرنامج في حال فوزهم في الانتخابات البرلمانية ،فبرنامج الائتلاف ورؤيته في تطوير النظام التعليمي هي الارتقاء بالفرد العراقي لبلوغ أعلى المراتب العلمية والفكرية ، والسعي إلى بناء الموارد والقدرات البشرية التعليمية ، لمواجهة تحديات القرن .
يأتي ذلك من خلال وضع إستراتيجية وطنية واضحة لبناء مؤسسات تربوية حديثة قائمة على احدث الوسائل التي تتناغم ومتطلبات العصر الحالي ، وتهدف إلى تطوير الموارد البشرية في مختلف حقول المعرفة ، والسعي إلى زيادة الميزانية التعليمية والتربوية ، وهذا الشي مهم في خلق ثورة تعليمية قادرة على النهوض بالواقع التربوي والتعليمي في العراق .
كما أشرنا في برنامج " المواطن " الانتخابي ، وجود فقرة دمج الوزارتين في وزارة واحدة ، والهدف منها تقليل الهدر في المال العام ، والحد من ازدواجية العمل في الوزارتين ، وهذا بحد ذاته مؤشر مهم في إيقاف اتساع الوزارات ولإغراض سياسية ومصالح حزبية تنتهي بانتهاء المصلحة ، والتي بالتالي يدفع ثمنها المواطن .
التعليم الإلزامي كذلك حاضراً في برنامج "المواطن" من خلال وضع ضوابط صارمة في تقليل التهرب والتسرب من الدراسة ، وأعداد كادر تربوي متقدم من خلال دورات تخصصية ، يكون فيها المعلم ، هو الأستاذ والتربوي والأب ، والباحث الاجتماعي في معالجة المشاكل التي يعاني منها الطلبة ، والتي تنعكس بالسلب على واقعهم التربوي ، وزيادة إعداد الرسوب في المدارس الابتدائية .
يبقى إن نؤشر أن البرنامج الانتخابي هو مقدمة لمنظومة عمل ، تحتاج إلى رجال أكفاء مخلصين يأخذون العهد على أنفسهم من اجل تغيير واقع الحال ، ومن الآن وحتى الثلاثون من نيسان الجاري موعد الانتخابات ،يبقى على كل المرشحين ، أن يضعوا نصب أعينهم أن العراق وشعبه بات في مرحلة حرجة ومفترق طرق بين واقع الحال المزري ،وبين التغيير الذي ننشده لبلدنا، وان يعملوا على إعادة الثقة للشعب في الأمن والاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها من خدمات، وان البرنامج الانتخابي ليس مجرد أحلام لدغدغة مشاعر المواطنين ، وإنما يجب العمل على تنفيذه بحذافيره ، وكفى ما فات من عمر بلد حطمته الماكنة القمعية ، والاستهتار بمصيره من سنوات عجاف تعرض فيها لخسائر اقتصادية وتراجع في كل المجالات، ناهيك عن تدنى الواقع السياسي المؤلم .
https://telegram.me/buratha