الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
قمت بتوزيع الماء على القطعات المشتبكة مع الجيش الإيراني فجرا في مملحة الفاو ,عدت بسرعة للموقع الخلفي مقابل جسر التحدي في أم قصر , حصلت وقتها على حمام دافيْ, وقمت بحلاقة ذقني ,جلست على كرسي , هو الوحيد الموجود في القدمة الإدارية لمقر ل703 مشاة . تصفحت جريدة عسكرية اقرأ عن معركة الفاو , جاءني انضباط عسكري ضخم البنية أنيق جدا ,معه جندي مقرون بسلسلة في يده , قال سلام عليكم .. هنا حدث ما لم أكن أتوقعه .. نطقت بكذبة تمثيل دور لم يكن في بالي :.. قلت : يول أنت بيا جيش تكول للضابط سلام عليكم.!! فاخذ تحية وقال : عفوا سيدي . سألته تفضل شتريد ..؟ قال هذا مجرم جلب لوحدته كتب ال...... محمد باقر الصدر..
قلت : المطلوب .؟ قال : أريد إيصاله إلى فوج 3 لواء 703 .. سألته أنت من أي منطقة ..؟ قال من الاعظمية, قلت :هل سمعت قوله تعالى { إذا زلزلت الأرض زلزالها } قال نعم : قلت خذه هناك .. إذا الله وفقك توصل وترجع سالم .. قال : سيدي الله يخليك سويلي جاره .. قلت أنا استلمه .. قال أريد كتاب ..كانت عندنا في الفصيل أوراق مختومة نستعملها للنزول سرا في بيننا .. كان الكتاب سري وشخصي , ومختوم بالأحمر , عرفت انه من الاستخبارات أو المخابرات الصدامية .. فتحته رغم معارضة الانضباط أولا .. قرأت اسم الجندي عباس وكان من محافظة الديوانية من آل فتله . مضمون الكتاب تشكيل مجلس تحقيقي وإرسال المتهم إلى محكمة الثورة ..!. أوصيت الانضباط أن يغادر البصرة بسرعة لأننا موتنا قلبه من الخوف .وأعطيناه كتاب بالاستلام .
أعطينا الجندي موس حلق لحيته الكثيفة واغتسل وبدلنا ملابسه بالكامل لأنها وسخة وفيها ما فيها .. تناولنا العشاء وهو معنا .. طبعا الفصيل فيه من جميع المذاهب وكردي وفيلي .. لم نكن نخاف بعضنا مطلقا ..
بعد العشاء قلت : الآن تتشكل محكمة عسكرية برئاسة الرائد فلان واعني نفسي , وعضوية النقيب وهو جندي احتياط حاج يونس خليل إبراهيم من الموصل , وعبد الأئمة بكه الزيادي. م أول من السماوة ... سألته : تكلم للمحكمة كيف تم ألقاء القبض عليك ..؟ قال سيدي وهو يظن إني ضابط .. نحن نعيش في الحجابات ويجري بين الجنود حديث ديني ..قلت للجنود عندي كتب سيد محمد باقر الصدر , طلبوا جلبها أليهم .. أثناء إجازتي حملت معي أربعة كتب هي فلسفتنا واقتصادنا والبنك اللاربوي وكتاب المحنة ..نحن استلمناها تلك اللحظة ضمن المرفقات .. وفتش حقيبتي انضباط في محطة القطار وسلمني لدائرته ثم الاستخبارات ونقلوني للشعبة الخامسة وبقيت 6 ستة أشهر ..
هل لديك أقوال أخرى ..؟ قال لا : سكت فترة ثم قلت لأصحابي أعضاء اللجنة هذا يجب أن يحكم بالإعدام .. قالوا نعم سيدي .. فقلت قررت المحكمة تنفيذ حكم الإعدام بالمجرم عباس لا أتذكر اسم أبيه .. فرأيت خده الأيسر يتحرك بسرعة فعطفت عليه .. سألته عباس : أنت نخيتمن لما أخرجوك من الزنزانة لجلبك ألينا ..؟ قال : أنا انخى فاطمة الزهراء (ع) ولا اطلب من غيرها .. فخنقتني العبرة .. فقلت له أكراما للزهراء قررنا أطلاق سراحك من السجن وإعفاءك من العقوبات المترتبة بحقك .. فرد الحاج يونس النقيب عضو اللجنة قائلا: انتم الشيعة هذا عطاءكم لام الحسن,؟أنا أقرر.
قلت تفضل : قال قررنا إعفاءك من الحكم وإطلاق سراحك من الجريمة .. وتسريحك الآن من الخدمة العسكرية ... وسلم على مولاتك أم الحسن قول لها حجي يونس يقول أحنا خدامك وأنت تأمرين .. سكت عباس ولم يعرف حقيقة ما يجري .. قال ما فهمت شيْ .. قلنا له روح للبيت أنت متسرح من الجيش .. صار يبكي ويقبلنا ويقول والله ما ادري أنا في حلم ولا حقيقة .. ولما تأخر مكوثه قلنا قم واذهب لا تسويلنا مشكله .. قال ما عندي أجرة سيارة للديوانية .. فجمعنا له 6 ستة دنانير وزودناه بكتاب إلى معمل تصليح 66 في الديوانية لجلب سيارة وهمية تم تصليحها ...
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha