المقالات

أراضي الفقراء انتزاع للكرامة

838 18:46:09 2014-04-10

عاصف الجابري

الانتماء للوطن شعور حقيقي إنك مواطن لك عائلة وجار ينتمي الى محلة ثم مدينة تعود الى وطن كبير، انتماء مقرون برقعة الأرض والسيادة والكرامة والعدالة الاجتماعية. واقع لم يكن في أحد الأيام ادعاء، او مجرد متمسكات أربعة تثبت الوجود، ولم يعرف المواطن على أساس اوراق في دائرة النفوس والتجارة ومختار المحلة، تطلب منه الواجبات ولا يعطى الحقوق.

سعادة الإنسان ان يكون له دار في وطن، تختلط دماءه بتربته، يقدم له الغالي والنفيس، الجميع شراكا لأنه حاضرهم ومستقبلهم. يقدر في العراق إنه بحاجة الى ما يقارب 2-4مليون وحدة سكنية، ومعدل 6 أفراد للعائلة الواحدة، أيّ ما يقارب12-24 مليون مواطن، وهذا الرقم كبير بالنسبة لسكانه المخمن عددهم 36 مليون؛ الواقع يشهد دور التجاوز تأكل المدن، وتتجاوز على الأموال العامة والمشاريع الحكومية، في بغداد وحدها 130 حي عشوائي، كل حي لا يقل عن 50 بيت، ناهيك عن البيوت المتهالكة تجاوز عمر معظمها عشرات السنين.

من يقبل سكن التجاوز لم يأتي عنوة دون أن تجبره ظروف قاسية، ومن يسكن البيوت القديمة بشكل عدة عوائل من الأجداد الى الأحفاد، لا يملك أموال بناء بيت جديد، ما دعي الى شيوع ظاهرة أخرى خطيرة تسمى انشطار البيوت، 30 متر للعائلة الواحدة!! لم تستثني الأحياء الكبيرة من العاصمة ومراكز المدن.

ما يدور في الأوساط الحكومية تزامناً مع الانتخابات، توزيع أراضي الفقراء، بمبلغ 7 ملايين دينار عراقي، ومن العيب ان يكون في العراق هذا البلد الوافر الخيرات فقراء!! وتحت خط الفقر نسبة 18% !! وفي البصرة وحدها 50% من سكانها بيوت تجاوز، بعد تجاوزت مشاريع النفط على أرضهم.
الفقر كأنه عاهة مستدامة، تتطور وتتأقلم مع الظروف تأخذ جرع المنشطات الحكومية يدعمها الفساد، تتعالي بيوت طبقة الأغنياء على أكثرية محرومة، ومردود سلبي على العائلة والمجتمع حينما يصنف فقراء وأغنياء؛ وعلى شاطئ دجلة بيوت وأراضي واسعة للمسؤولية ويدفن الفقراء في مناطق لا تصلح للعيش يلصق بهم عار الفقر والتمايز والطبقية بغطاء حكومي. البيت وطن صغير ليس مجرد سقف داخل وطن كبير، يدفع المواطن حياته فداء له.

توزيع الأراضي للفقراء بصورة علنية دون إيجاد تخطيط استراتيجي للسكن، اعتراف مباشر، إن السياسات المتخبطة جعلت من البترول يتحول الى مصارف خارج البلد بأيادي المفسدين، يسيء الى سمعة الفرد العراقي خصوصاً الشباب، يحمل تبعات النظرة السلبية في حالات الزواج، وانتزاع الانتماء بالقوة من المواطن. صناع القرار من الواضح لا يهمهم كرامة الفرد العراقي.
ما يهم الحكومة اليوم جمع الأصوات للانتخابات، فأصبحت تلك الحقوق الشرعية للمواطن العراقي للسكن خاضعة الى المزايدات السياسية القذرة، متناسين كرامة المواطن التي تأتي بالمقام الأول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك