احمد شرار
بحيرة زيورخ شمالي سويسرا(1945) بينما نجد ان الشعب الألماني القاطن على مقربة من هذه البحيرة قد أخذت الحرب منه ما أخذت من هلاك ودمار وجوع نجد ان الجانب السويسري القريب منه ينعم بالسلام والطمأنينة ونجد عدد من العوائل قد خرجت لتروح عن نفسها بجلوسها على ضفة البحيرة واستنشاق الهواء النقي.
لم هذا الفرق الكبير بين دولتين متجاورتين، تشتركان بحدود ولغة وتاريخ شبه مشترك، وللجواب عن هذا السؤال يجب أن نفهم عقلية الفرد السويسري وطريقة تعامله مع السياسة.
أن أخذنا الانتخابات، الخطوة الأساسية في العمل السياسي، نجد أن المرشح في يأخذ في شرح برنامجه الانتخابي في الأماكن العامة، بدون أي بهرجة زائدة أو وعود لا يستطيع الأفياء بها، يستمع الى الناس ويناقشهم مشاكلهم وقضاياهم، ويسره أن يستمع الى انتقاداتهم وقبل كل هذا يقدم أوراق مطبوعة بشكل بسيط تشرح سيرته الذاتية، كم أن الناخب السويسري ذكي جدا ولبق في أن واحد، أذ أنه يميل دائما الى الطروحات المبنية على أساس واقعي عادل غير منحاز أو متطرف.
بالرغم من الشعب السويسري ينقسم الى متحدثين باللغة الفرنسية والقسم الاخر باللغة الألمانية، لكن يكون الإخلاص للوطن فقط هذا ما لمسه (هتلر) حين ابهر السويسريين بتشكيله من الشباب السويسري الهتلري الذي أعتقد في وقتها من العام (1939) بأنه قادر على كسبهم باستعراضاته في وسط المدينة وما الى ذلك من أساليب بهرجة وفخامة، النتيجة ان السويسريين استقبلوهم بابتسامة وانتخبوا من كان معتدلا، وله برنامج انتخابي معتدل يحقق مطالبهم هكذا كان ردهم.
بل أن أحد الناخبين من الذين جنوا ثروة من عيشه في أميركا، قد صرف منها على حملته الانتخابية الاف الدولارات، هزم على يد أحد مواطنيه الذي لم تتعدى ميزانيته الانتخابية أكثر من مئة دولار.
هكذا هي الشعوب، اعود لمقارنة بيننا وبين ما يحدث في عراقنا الحبيب، حيث تحولت بغداد وبقية المدن الى حائط ضخم مليء بالملصقات، تشكل بكل الألوان، وبجميع أنواع الاطلالات التي غطت بشكل مبالغ فيه كافة الأحياء والشوارع والساحات الكبيرة منها والصغيرة، حتى أصبحت بغداد، (زرق ورق).
قبل التحية أقول، هل الناخب في حاجة الى تلك الاطلالة البهية للناخبين الكرام أم هو في حاجة الى معرفة برنامجكم الانتخابي وماذا أعددتم للتغير؟، أترك لكم الإجابة مع التقدير.
https://telegram.me/buratha