محمد حسن الساعدي
الديمقراطيه التعددية تعتمد مبدا حق الأكثرية السياسية في تشكيل الحكومة وقيادة البلاد، والتي يكون فيها التنافس الانتخابي بين الأحزاب بالاعتماد على برامجها المعروضة امام الناخبين واختيار ما يعتقدون انه الأفضل لتحقيق الرفاهية والوحدة الوطنية وتحسين الخدمات وغيرها من المطالب، لذا تسعى الأحزاب والكتل والائتلافات السياسية لكسب اصوات الناخبين من اجل الحصول على مقاعد في السلطة التشريعية ومناصب في الحكومة، والأمر الحاسم في هذه العلاقة بين هذه الأحزاب والناخبين هو البرامج الانتخابية لكونها من اهم الآليات التي تتبعها الأحزاب للتعريف بفكرها عموما ونظرتها الى الأحداث التي تجري على الساحة، اذ تبين هذه البارمج طبيعة ماسوف تقوم به تلك الأحازب على المستوى السياسي والاقتصادي والخدمي في حال حصولها على مقاعد في البرلمان والحكومة ، لهذا الاحزاب القوية والواثقة تطرح برامج قوية متمكنة من تنفيذها بصورة سريعة عند فوزها ، وهذا الامر ليس سهلاً ، فالكثير من الاجزاب التي شاركت سابقاً ، والتي فازت في الانتخابات وشكلت الحكومتين ، هي طرحت برامج ، ولكن لم يتحقق منها شيء ، والا في المجال السياسي فشل ذريع تماماً ، والى الاقتصاد والفساد والديون واصبح العراق في مقدمة الدولة الفاسدة اقتصادياً وادارياً ، واما على الجانب العسكري فحدث ولا حرج ، كل هذا الفشل في تطبيق البرامج جعل الكثير من المواطنين يتساءلون ... لماذا ننتخب أصلاً اذا كان الواقع يتكرر ، ومن ننتخب ، هنا يجب التميير بين البرنامج وبين الشخوص ، فيجب التركيز على البرامج لانها من سيتحقق اذا كانت الارادة حاضرة والاخلاص موجود .
الانتخابات بحد ذاتها تجربة تطّور طريقة تفكير الناخب ، وتجعله يتحرك وفق المتغيرات ، كما ان هذا التغّير يتيح له قراءه الواقع بصورة عقلائية متأنية وهذا ما نسعى اليه ، في ضرورة تحريك عقلية المواطن العراقي في اتجاه كملة " التغيير " ، لذلك كانت اللافتة التي انتشرت في شوارع بغداد بصورة ملفتة " المواطن يريد .... ؟ ، جاءت لتثير هذه التساؤلات الكبيرة ، وتحرك تلك العقول في ضرورة التساؤل ، فعلاً ماذا نريد ؟ .
وفعلاً بدأ المواطن يستشعر ضرورة التغيير ، والسعي الى بناء حياة جديدة ، تقوم على المساواة ، وضمان الحريات ، وصيانة حقوق المواطن ، ومحاربة اصحاب الكروش التي امتلئت بطونهم باموال الشعب العراقي ، بل اكثر من ذلك ، بنوا امبراطورية كبيرة في الخارج ، من ابناءهم الى اقاربهم للدرجة الرابعة او الخامسة ، وهذا كله امتصاص لدماء الناس ، من اجل ان يعيش ، لاناس حملوا راية التدين والاسلاموية ، وهو بعيد كل البعد عن هذه الشعارات الزائفة .
يبقى على الناخب أن يشعر بضرورة التغيير ، ويلمسه من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات ، والنظر الى برامج المرشحين ، ومدى القدرة على تطبيقها ، والنظر الى الشخصيات القوية ، وليس الى الشخصيات التي تضرك ولا تنفعك ، لانك مسؤول عن صوتك في الاختيار .
https://telegram.me/buratha