شاكر حسن
يعتبر المطار في اية دولة المرآة التي تعكس مدى تقدم وحضارة واخلاق اي شعب من شعوب الارض امام الشعوب والامم الاخرى , وكذلك تعكس مدى اهتمام الحكومة ووزير النقل بالذات بمواطنيهم والحرص والسهر على راحتهم وتسهيل تنقلهم من والى المطار.
الا ان المسافر من والى مطار بغداد ومع الاسف الشديد يتعرض الى منتهى الارهاق والتعب والازعاج والاذلال في كل مرة يسافر عبر هذا المطار وخاصة كبار السن والمرضى والاطفال , وضياع كثير من الوقت والجهد والاعصاب .
لا اعتقد انه يوجد مطار في العالم , ولا حتى مطار مقاديشو في الصومال او مطار الكونغو كنشاسا في افريقيا , كمطار بغداد في قلة الخدمات والروتين وكثرة الاجراءات والاستغلال الفاحش من قبل اغلب وسائط النقل في المطار.
وفيما يلي اصف رحلتي من مطار استكهولم في السويد الى مطار بغداد مع زوجتي , حيث من المعتاد ان نسافر على الاغلب مرتين في السنة منذ سقوط النظام البائد :
عند وصولنا الى المطار نقوم بالعادة بأستئجار تكسي الى البيت عند طريق المكتب الموجود فيه , واحيانا نحصل على تكسي واحيانا اخرى يقول الموظف الموجود في المكتب لايوجد تكسي وعندها نخرج الى باب المطار حيث يقابلنا عدد من سواق التكسي كل منهم يطلب ضعف السعر. وفي حالة حصولنا على تكسي من مكتب المطار يطلب السائق في الغالب مبلغ اضافي عند وصولنا الى البيت وبحجج مختلفة.
اما رحلة العودة واسميها رحلة العذاب حيث كان موعد اقلاع طائرة المغادرة خلال اخر رحلنا لنا من مطار بغداد الى السويد عن طريق تركيا الساعة 09,45 , حيث قمنا بأستئجار تكسي من البيت الى ساحة عباس ابن فرناس الساعة السادسة صباحا وهو موعد انتهاء حضر التجول في بغداد. وعند وصولنا الى باب الساحة على المواطن ان يدفع رسم الدخول الى الساحة وقدرة الفين دينار. بعد ذلك يقف السائق في المكان المخصص ونقوم بأنزال الحقائب من السيارة , وهو مكان بعيد ووعر , اي غير مبلط , عن السيارت التي تنقلنا الى المطار , حيث يتجمع حولنا عدد من الحمالين كل واحد يريد ان يسحب حقيبة وينقلنا الى الجهة الاخرى من الساحة واقل مبلغ يطلبه الحمال هو خمسة الالاف دينار عن كل مرة ينقل حقائبك من مكان الى أخر.
ومن الجهة الاخرى من ساحة عباس ابن فرناس حصلنا على باص بشق الانفس والجررة والعررة وركبنا وقوفا انا وزوجتي حتى باب مطار بغداد الذي وصلناه الساعة الثامنه . اي استغرقت الرحلة من البيت الذي هو قريب جدا من ساحة عباس ابن فرناس الى باب المطار ساعتين بالتمام والكمال.
اما الازعاج الاكبر فهو عدة مرات نزول وصعود من الباص وتنزيل وتصعيد الحقائب والتفتيش , ونزع ولبس بعض الملابس والاحذية في داخل المطار.
واخيرا اتمنى من السيد وزير النقل وبقية المسؤولين في الوزارة ان يقوموا بالسفر عبر هذا المطار دون اظهار صفاتهم الرسمية والتنكر بزي مواطن عادي , كما كان يفعل بعض الوزراء ايام الحكم الملكي , لكي يروا بأنفسهم معاناة المواطنين والعمل على علاجها بأسرع وقت ممكن .
وكذلك ارسال عوائلهم وخاصة كبارالسن والمرضى والاطفال للسفرالى الخارج عبر هذا المطار لكي يصفوا لهم رحلة العذاب التي عانوها .
وكما يقول الحديث الشريف :
لايؤمن احدكم حتى يحب لآخيه كما يحب لنفسه.
وكذلك الخلق عيال الله احبهم اليه انفعهم لعياله.
https://telegram.me/buratha