المقالات

متى يشارك المالكي في المعركة؟

755 19:38:17 2014-04-22

عاصف الجابري

مع كل قطرة دم تنزف يتبادر السؤال: هل استثنى الإرهاب مكون من العراق؟ ولماذا يعشش في مكان ويستطيع ضرب ايّ مكان وزمان؟ الاعتقالات اليومية لماذا لا تقضي على إرهابين قذرين طيلة هذه الفترة؟ ثم هل الجيش العراقي ملك لطائفة او حزب او جهة معينة؟ وهل نحتاج الى استشهاد الشهيد البطل محمد الكروي لكي تبدأ العمليات؟ ومَنْ هؤلاء المسؤولين المتورطين بدماء العراقيين ويُسكت عن ملفاتهم ولماذا؟ مَنْ يساوم على الدماء ويعتبر المواطن بضاعة انتخابية لا يهزه بشاعة مناظر ترويع الأطفال والنساء والرجال؟؟
أسئلة لا تحتاج وقت كثير للتأمل والبحث عن إجابة مقنعة؛ الأمن كالعمود الفقري للحياة، والمواطن انتخب حكومة دورها؛ الحماية وحفظ الكرامة.
منذ أكثر من عامين أشار بعض القادة "إن مشروع الأمة والدولة في خطر"، منذراً من توسع دائرة الإرهاب في سوريا معلنة إنشاء دولة الكفر (داعش)، الخوف من امتداد المسلحين الى صحراء غربي العراق، طورت استراتيجيتها نحو ما يسمى احتلال مؤسسات مهمة للتمهيد لإسقاط محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وأجزاء من ديالى، ثم الى بغداد وكربلاء والنجف.
المعلومات يتناقلها الشارع والساسة يوزعون المعلومة الاستخبارية مجاناً، لا أعرف من أين تأتي الى عضو مجلس محافظة حتى يصرح لكونه من دولة القانون!! ولم يستوعب الدرس، حتى يقال بكل جهل إن عمليات المطاردة اليوم في الرمادي سوف تمتد الى صلاح الدين وكربلاء، وكإنما يقال للإرهابين اهربوا من القوات المسلحة سوف تتجه لها!!
الجندي العراقي وطني شجاع يجود بحياته، وصل الحال أن تجده متذمراً في واجبه، تشيع أمامه ظاهرة (الفضائيين)، ويعتبر الوظيفة لكسب العيش ليست للعطاء حال باقي مفاصل الدولة، أفقدته الأقاويل الثقة بالنفس، حتى صار يأتي الإرهابي بملابسه الرثة وأفكاره العثة يجهز على مراكز ومواقع كبيرة دون مقاومة أحد، تسقط مؤسسة بمجرد دخول ثلاثة انتحارين، يُقتل الحرس والباقي ينهزمون أمامهم، حالة تكررت مرارا في الآونة الأخيرة.
التظاهرات منذ عامين في مناطق يتوقع احتضان بعضها الإرهابين، وظهر في أكثر من مرة الخطاب الطائفي النتن من منصاتها، ولا شك إن البعض كحال ابناء البصرة يبحث عن وسيلة عيش وعمل وكرامه، وأخر نواياه سيئة يديرها الخارج.
العمليات الإرهابية تصاعدت وتيرتها، عصفت معظم المدن، الجنوب والشمال والوسط لتصل الى 25 عملية يومياً أحياناً، تفجر في البصرة وبغداد والحلة في وقت متزامن، تسقط مؤسسات وتحتجز رهائن، يتلوها بيانات الشجب والاستنكار والوعيد وتقليل أرقام الضحايا، وإعلان القبض على قيادات القاعدة، وبالنتيجة يُشاهدون وهم يتجولون بعد فترة محدودة.
رئيس الوزراء في حديثه عن عمليات ثائر الشهيد محمد، صرح إن ساحات الاعتصام حواضن للإرهاب، ولا تفاوض إلاّ بعد إفراغ الساحات، تم تطويقها ثم الانسحاب، وهذا يعني إنها قادرة الحركة في المحافظة، وشيوخ العشائر والصحوات نفسهم من ذاق مرارة القاعدة وحاربهم مستعد لدعم الجيش. يا ترى لماذا لا يكون التفاوض إذا كانت بعض المطالب مشروعة لكي يتم عزل البريء من الإرهابي؟ ولماذا لم يتم احتواء القوى الوطنية والعشائر التي تقف مع الدولة؟ ثم أين الجهد الاستخباري لملاحقة الإرهابين اللذين يدخلون ويخرجون من الساحة وألقاء القبض عليهم؟ وإذا كان تخرج المفخخة من هنا كيف تصل الى البصرة والناصرية وكربلاء بكل ارتياح؟
شجاعة وبسالة الجندي العراقي لا أحد يساوم عليها، والشعب بجميع مكوناته وقف مع الحملات العسكرية وطرد الإرهاب الذي عاث في الأرض الفساد.
القوات المسلحة افتقدت الجهد الاستخباري والقيادة الميدانية، وهذه الأسلحة والطائرات لا تحتاج أن يستشهد الشهيد محمد الكروي كي يُحارب الإرهابين. الشعب سأم الحياة والموت يطارده في كل مكان، ولم تحصر المعلومة في الدوائر الأمنية دون تصريحات البعض الفاقدة لمقومات القيادة، والقائد العام للقوات المسلحة مطالب منه النزول الى ساحة المعركة، ويذهب للرمادي للوقوف على الواقع ويُعزل الإرهابين. دماء الشعوب غاية سامية لأجلها وجدت الحكومات، والمعركة صراع وجود شعب لا وجود ساسة دائمين في الحكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك