المقالات

الغبي والنفعي والحرامي

696 16:52:13 2014-04-25

قاسم ال بشارة

كما أن الصفة تدل على الموصوف، والفعل يدل على الفاعل، فالولاء يدل على الموالي، لذا قالوا (المرء على دين خليلة)، وهذا القياس يحل الكثير من الإشكالات التي نقلها التاريخ، من ترك علي بن أبي طالب ليوالي ويبايع الأول، ليوصي للثاني، ويشكل فريق ليختار الثالث، لم يوالي يوما أو يعرف على نهج وعلى وبالتالي لم يعرف الرسول الكريم، والنتيجة لم يعرف الذات الإلهية مطلقا، وارتداء رداء الإسلام كان لهدف آخر، ومن تبعه ووالاه أما غبي أو منتفع أو حرامي.

في مرحلة تولي البعث ألصدامي لأمور البلاد، والدمار الذي ناله الوطن والمواطن على أيديهم، كان البعض يدافع عن البعث وحكمه، ويحاول بشتى الطرق نفي كل حقائق الفساد والإجرام، التي تحصل على مرأى ومسمع الناس.  كم تحاول إقناعه لكنه يصر على أن إيران، هي من اعتدت على العراق، ويقسم أغلظ الإيمان على أن الهدام وحزبه يدافع عن الوطن في غزوه للكويت، وان معارضيه ومنتقديه هم عملاء وجواسيس ينفذون أجنده معادية للوطن والمواطن، أو طامعين في السلطة، لا يبقى أمامك إلا أن تركن لقول أمير المؤمنين (ما جادلني عاقل إلا غلبته وما جادلني جاهل إلا غلبني)، وتحمد الباري وتثني عليه، الذي منحك العقل لتفكر به، ومنحك الإذن لتسمع ولا تفكر بها، والعين لترى بها الأشياء وتحكم عليها، فـ (بين الحق والباطل أربع أصابع).

حال هذا النوع من البشر ممن ينتمون ويدافعون عن البعث واحد من الأصناف الثلاثة (غبي أو منتفع أو حرامي)، وعندما نتابع هذه التصنيفات نجدها ماثلة في هؤلاء.  حيث يروي أحد الإخوة أن بعثيا في منطقته، كان لديه ولد هرب من الخدمة العسكرية، وقام رفاقه باعتقاله، وعندما زاره للسجن، وشاهد حالته المزرية، عاد يروي لهذا الصديق حال ولده، ويسأل ويجيب نفسه (أكيد السيد الرئيس ما يعرف بحال الناس هذا...!)، وبعد فترة انتحر هذا الرفيق لصدمته، عندما اكتشف حقيقة البعث. إلى هذه الدرجة وصل الغباء بالرفاق، حيث يحاول أن يبرئ رأس الجريمة من جرائمه، هذا مثال واضح على غباء هؤلاء. 

وهناك أمثلة لا تعد ولا تحصى، على مؤيدي البعث ألصدامي من اللصوص، أما النفعية والانتهازية، فقد اتضحت بشكل جلي بعد سقوط النظام، حيث تقرب هؤلاء إلى المحتل، وعمل الكثير منهم معه، وحصلوا على استثناءات لاستلام مواقع مهمة في الدولة.
وبعد انسحاب المحتل، وتشكيل الحكومة الدائمة، كرر الحاكم اللعبة، وقام باستثناء الآلاف منهم، وتوليتهم مفاصل مهمة في الدولة، وخاصة في الملف الأمني، ليصل الأمر إلى إعادة فدائيو صدام، إلى دوائر وزارات الدفاع والداخلية، هذا يبرر الخروقات الأمنية، والفساد الإداري والمالي الذي يقوم به هؤلاء، وهذا جزء من تركيبتهم. 

لكن الغريب إصرار الحاكم على مضاعفة أعداد من يعاد منهم، بالمقابل تصفية المجاهدين والمخلصين أو وضعهم على الهامش في دوائر الدولة، والأغرب الحاكم يعرف ويردد، بأن البعث والإرهاب هم سبب العمليات الإرهابية وتعطيل البناء. الاستغفال بهذه الطريقة لا يمكن أن ينطلي على ذا لب، ويؤكد أن المطبلين خلف الحاكم اليوم، يخضعون لنفس التصنيف اعلاه، غبي ومنتفع وحرامي...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك