المقالات

اذبحوا البقرة ولاتكونوا كبني اسرائيل

1381 01:29:57 2014-04-29

عبد الكاظم حسن الجابري

يمثل القصص القرآني منهلا مهما للحياة الإنسانية فالقران الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, باقي ما بقي الدهر.
القصص القراني يعطي دروسا مهمة, تفيد المجتمع لكي يرتقي نحو الافضل والأكمل.
ففي سياق القصص القرآني, يذكر القرآن الكريم قصة البقرة, وكيف انه أمر بني اسرائيل بذبح بقرة, "إن الله يأمركم ان تذبحوا بقرة", ولم يحدد الحق تعالى نوع وماهية تلك البقرة, فلو قام بني اسرائيل بذبح اي بقرة, لانتهى الامر ورفع التكليف.
لكن بني اسرائيل, وبسبب نواياهم السيئة, طلبوا ايضاحات تفصيلية, فلما تشددوا على أنفسهم, شدّدَ الله عليهم في المواصفات, فطلبوا لون ومواصفات البقرة, حتى ضيقوا الأمر على انفسهم, وصارت مواصفات تلك البقرة معضلة كبيرة لبني اسرائيل.
هذا المثل والقصص ينقلنا لواقعنا اليوم, وخصوصا اننا مقبلين على عملية انتخابية مهمة, قد تغيير وجه العراق للمستقبل القادم.
فالمرجعية الدينية, وهي الوارث الشرعي لسيرة النبي والمعصوم عليهم السلام, طالبت بالتغيير, وقالت المرجعية في بياناتها بضرورة التغيير, وعدم انتخاب الفاسد, وعدم تجريب المجرب, وعدم انتخاب من ينظر مصلحة حزبه فقط.
ويبدوا ان المطالبة بالتغيير, من قبل المرجعية ومضاف لها عدم استقبالها للشخصيات الحكومية, دليل على عدم رضاها عن هذه التشكيلة, فمن غير المعقول ان المرجعية الرشيدة وهي مؤسسة العلم والعقل, تطالب بالتغيير ان كان الواقع الحالي سليما.
ان مطالب المرجعية واضحة, ولا تحتاج تأويلات او تكهنات, فالبعض اخذ بالتخرص والتقَوّلِ على المرجعية, بأنها غير واضحة وان المرجعية, ماذا تقصد؟ وماذا تريد؟ كل هذا التشدد في فهم راي المرجعية, يذكرنا بموقف بني اسرائيل, في قضية البقرة.
موقف المرجعية لا يحتاج الى تأويلات, فالأمر واضح, وكما يقول علماء الاصول "توضيح الواضحات من اشكل الاشكاليات"
المرجعية طالبت بالتغيير ووضعت محاور مهمة لذلك, وهذا الامر مفروغ منه, وعلى الناخب والمكلف ان ينظر ويقرأ مواقف المرجعية الابوية دائما, من خلال التلميح وليس التصريح, فالمرجعية في الوقت الراهن ترى ان المصلحة في عدم التصريح, وعلينا كأتباع لتلك المرجعية ان نفهم ما تريده من خلال تلميحاتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك