هادي ندا المالكي
نشر قبل ايام موقع المسلة التابع للمالكي تقريرا خاصا عن توقعات الموقع لحظوظ المالكي في الولاية الثالثة تغاضى فيه عن الكثير من المعطيات والحقائق واختزل مستقبل العراق بامنيات مستحيلة وشيء من الكذب وذرات من الحقيقة واضعا كل كاريزما القائد في سلة موافقة ايران وتمسكها بالمالكي وبالنجاحات الامنية الوهمية التي تحيط ببغداد من كل اتجاه وبطائفية وخيانة منافسية وخاصة الاحرار والمجلس الاعلى.
وبسعي حثيث يواصل موقع المسلة تغييب وجه الحقيقة وطمسها وابراز وجه المالكي وزمرته كمنقذ ومخلص وفاتح ووطني حتى وان كانت ايران هي من تسلمه فرمان الولاية الثالثة على رواية الموقع الغير مؤكدة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة التي تعرفها المسلة وتحرفها لان ايران اعلنت واوصلت رسائلها الى المالكي ابلغته فيها عدم تمسكها به وانها لا تريد ان تخسر العراق بسبب سياسة الفوضى والازمات والتخبط التي مارسها المالكي وانها تريد عراقا مستقلا مستقرا لان استقرار العراق يمنحها فرصة مناسبة لترتيب اوراقها في المنطقة خاصة ما يتعلق ببرنامجها النووي وسوريا ولبنان ولهذا فان عدم دخولها في مشاكل تشكيل الحكومة العراقية وما ينتج عنها مستقبلا امر مستحسن لها طالما انها مطمئنة للخطوط العامة .
وايران تعرف اكثر من غيرها خطر وجود المالكي لدورة ثالثة لان وجوده سيتسبب بفوضى عارمة وحرب لن تتوقف الى بعد ان تهلك الحرث والنسل وتصل شرارتها الى حدود ايران وهي لم تنته بعد من ترميم الاوضاع في سوريا وليس من مصلحتها مطلقا فتح جبهة في العراق بطلها المالكي طالما ان سنوات حكمة الاخيرة لم تمنحه فرصة التوقيع على بقاءه لفترة اطول خاصة بعد ان فشل الرجل في جميع الملفات المهمة والحاسمة التي لها علاقة بمهمة ايران في العراق خاصة ما يتعلق بملف مكافحة الارهاب والقضاء على العصابات والمليشيات التي اعاد وجودها وقوى عضدها وفشله في ملف المصالحة الوطنية واعادة اللحمة الداخلية ،بل ان ايران تدرك ان سياسة المالكي لن تعمر بلدا ولن تامن بلدا ولن توحد بلدا طالما اعمتد على سياسة التفرد والتامر والتفريق والاقصاء وطالما انه تخلى عن التوافق السياسي وبث روح التفاهم والعمل بروح الفريق الواحد المتجانس.
ان امنيات موقع المسلة لن تستمر طويلا لان منافسي المالكي من البيت الشيعي سيطيحون بهذه الامنيات ولن يرتضوا ان يكونو جسرا للعبور ومحطة للاستراحة كما حدث في الدورتين السابقتين وان وعود المالكي وتعهداته وانبطاحه لن تاخذ من وقتهم ساعة واحدة فقد استوعبوا الدرس جيدا وبالتالي فان كل فرص المالكي ستذهب ادراج الرياح وقد يكون ردي هذا متاخرا لان قرار عزل المالكي قد اتخذ وان فرص المستقبل بدون المالكي ستكون افضل بكثير خاصة وان موقف معارضي المالكي ومنعه من الوصول الى الولاية الثالثة باغلبيته التي بشر بها جيدة جدا بل حاسمة وقاصمة.
ان موقع المسلة عندما يتحدث عن غدر الصدريين في ديالى ينسى نكبة دولة القانون وخيانتهم في ديالى نفسها وعندما يتحدث عن التحالف الوطني فانه ينسى من الذي اسس ومن الذي بنى ومن الذي اوجد ومن الذي تنكر ومن الذي رفض الدخول في التحالف ومن الذي مزق التحالف ومن الذي يغرد خارج التحالف وموقع المسلة عندما يعترف بخلل مجالس المحافظات يخجل من التصريح بان سبب الفوضى طمع وجنون وخيانة جماعة بعد مما ننطيها لان اهم معاقلهم قد طردوا منها خاصة بغداد والبصرة.
ان التحالف الوطني صناعة مجلسية خالصة وبفخر وان هذا البيت عاد للالتئام من جديد بوجود الصدريين واذا ما ارد المالكي الدخول الى هذا التحالف فعليه ان يدخل صاغرا دون شروط او املاءات او حكومة ثالثة لان زمن العنتريات قد انتهى.
لن يصل المالكي الى حلمه الثالث ولن يتمكن من تحقيق حكومة الاغلبية السياسية التي بشر بها كثيرا بعد ان تبينت حقيقة نتائج الفرز الاولية مع كل محاولات التزوير والتضليل ولن يتوقف قطار التحالف الوطني كثيرا في محطة الدعاة الذين ايقنوا انهم اعجز من ان يقنعوا نائبا واحدا للانظمام الى جوقتهم فقد انكشف زيف كذبهم وبان خداعهم ولن يلدغ النواب والكتل السياسية من حلو لسان المالكي مرة ثالثة.
https://telegram.me/buratha