د. فراس الكناني
جاءت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في العراق كما كان متوقع منها تشتت الأصوات على القوائم المختلفة.
فلا يخفى إن الحس المذهبي والانتماء القبلي الذي استغله الكثير من السياسيين فقاموا بالعزف على أوتاره ورسموا صور المجازفة بالتغيير , والخوف من الآخرين بين أبناء أطياف الشعب العراقي في محاولة منهم للبقاء..
النتائج الأولية عكست تقليدية الفكرية للمواطن العراقي, الذي للأسف لم تؤثر فيه متغيرات التطور التقني ومناشدات الحكماء والمرجعيات لانتخاب الأصلح بقدر الحس الانفعالي, والرغبة في فرض الواقع على الآخرين..
أظهرت النتائج إن لا فائز في الانتخابات إلا السيد عمار الحكيم , الذي استطاع إن يرتقي بعديد مقاعده لما يؤهله إن يكون صاحب الكلمة الأولى في تكوين التحالفات القادمة..
فإذا فرضنا إن قائمة المواطن قد حصلت على أربعين مقعد اقل او أكثر قليلا, فهذا يعد نصرا حقيقيا وكبيرا كون قائمته لم تك مسؤولة على أي وزارة او ملف سيادي, بعكس الآخرين ؛ الذين فقدوا وهم أصحاب السلطة الكثير من المقاعد ..
صحيح إن الكثير يظن إن السيد المالكي هو الفائز بالانتخابات, لكن الحال غير ما يبدو عليه, فاغلب قوائم السيد المالكي حصدت الأصوات لشخص السيد رئيس الوزراء لا لأعضائها..
كما إن قراءة بسيطة تكشف إن الكثير من رموز دولة القانون لم تحصد ما كان مؤملا إن تحصده من أصوات بل اغلبها توزعت على رموز محلية من قوائم أخرى جديدة ..
إن تطلعات الشعب لحكومة فاعلة لا تبدو اليوم قابلة للتحقق, فاليوم السيد المالكي كما كان السيد علاوي, فائزا ولكنه وحيد بحاجة لمن يأتلف معه, بعد إن أطلق حربا كلامية ضد شركائه من الائتلاف الوطني وبالذات الصدريين, وأعضاء كتلة المواطن... صحيح انه دائما ما يقول انه لا يضع خطوطا حمراء أمام أي شخص او حزب, إلا إن تصرفاته ومواقفه التي عارضتها المرجعية, إضافة إلى إصراره على الاستمرار برئاسة الوزراء تحول دون العودة إلى الائتلافات السابقة, أمر يهدد بقصم ظهر التحالف الوطني..
إلا أذا كان لعمار الحكيم بما يمتلكه من قدرات توفيقية, وسياسية دور في ردم الهوة بينه وبين الآخرين. فهل من الممكن إن يتنازل السيد عمار لصالح المالكي؟ وهل يمكن إن ينهض المالكي من غير الائتلاف الوطني؟ وهل سيسمح الصدريين بالولاية الثالثة؟ اسئلة اقل ما يقال عنها إنها صعبة .
https://telegram.me/buratha