عدنان السريح
إنطلق السيد عمار الحكيم في لملمة مكونات الإئتلاف الوطني، حيث توجه بزيارة السيد إبراهيم الجعفري رئيس تيار الإصلاح إن دل هذا على شيء إنما يدل على وضوح مشروع المواطن، الذي ينطلق من توحيد الصفوف داخل الائتلاف الوطني. حتى يستطيع الانطلاق في تشكيل الحكومة التي هي هدف الائتلاف الوطني، إذا انه يمثل الكتلة الأكبر التي ستشكل الحكومة القادمة.
إن انطلاق مشروع مؤسسة الائتلاف الوطني، هو نواة لمشروع الحكومة القوية الموحدة المتماسكة، لتشكيل الحكومة القادمة، من كتل لها ثقلها الإنتخابي والرصيد الشعبي، فإنها تخدم مشروع مؤسسة الإئتلاف، لكن على هذه الكتل أن تتفق على نظام داخلي، تنطلق منه إلى عمل سياسي واضح؛ وتجعل مؤسسة الائتلاف البيت الكبير، الذي يمثل أبناء الإئتلاف في الرجوع له فيما يشجر بينهم، إذا إن العمل السياسي ليس حديقة ورد، بل هو خدمة شعب ذاق الأمرين، من سياسة النظام البعثي وما زال يعاني من عدم وضوح، الرؤية السياسية للمتصدين لخدمة الوطن والموطن.
على هذا البيت أن يكون هو المنطلق في إعداد وتشكيل الحكومة، من الكتل المنضوية فيه وكلما كانت هذه الكتل كبيرة وواضحة المشروع كانت أسرع في تنفيذ مشروع الإئتلاف الحكومي. أما إذا كانت كتل صغيرة قليلة التمثيل والرصيد الشعبي، وكان هدفها المناصب؛ فسرعان ما ستشهد هشاشة تحالفها وفشلها .
إذ أنها لا تخدم مشروع الوطن والمواطن، بل تخدم مشروع السلطة الذي ينطلق لخدمة أصحاب مشاريع شخصية أو فئوية أو قومية.
إن هدف تيار شهيد المحراب من الوهلة الأولى التي دخل فيها العراق، على لسان السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب، و من بعده المرحوم عزيز العراق طيب الله ثراهم، واليوم يكمله السيد عمار الحكيم بخطى ثابتة ورصينة، كان مشروع العراق الواحد، الذي لا تجد فيه فرق بين عربي وكوردي، أو مسلم ومسيحي، أو سُني وشيعي؛ لأن فيه مشروع بناء بلد، وخدمة الوطن والمواطن ينطلق من المواطن وإليه، لا ينطلق من المصلحة الشخصية وإليها، هذا ما يميز تيار شهيد المحراب عن غيره، إن دل هذا على شيء، إنما يدل على أن ما طرحته كتلة المواطن في مشروعها الإنتخابي، هو نفسه مشروع شهيد المحراب وعزيز العراق ( طيب الله ثراهما).
اليوم يتجسد القول إلى عمل، فالرجال تعرف بالقول والعمل، حيث نرى الحكيم عمار وهو يقوم بلملمة بيت الائتلاف الوطني وجعله مؤسسة، وهو خلاف ما أشيع من المغرضين خلال فترة الدعايات الإنتخابية، عندما قالوا إن تيار شهيد المحراب خرج من الائتلاف الوطني إلى غيره، حسداً من أنفسهم ومكراً وفشلاً، ولو كانت هذه الإشاعات كما قالوا، لوجدنا تيار شهيد المحراب لا ينطلق من الإئتلاف الوطني، بل لوجدناه ينطلق من تحالفات أخرى، كما فعل الغير الذي ينطلق في تشكيل الحكومة من الائتلاف الوطني، ويرميه خلف ظهره، ظناً منه أن هذا البيت أصبح خرباً، وكانوا حين يشتد الوطيس وتهول عليهم الأهوال، يعودوا إلى البيت ويجتمعوا حتى ما إن مرت وذهبت الأهوال خرجوا منه متنكرين غير مبالين.
إن الائتلاف الوطني لن يقبل بمشروع سلطة، بل اليوم شعاره مشروع خدمة الوطن والموطن. لا مكان لمن لا يحمل هذا الهدف وهذا الشعار، حين يجد الفرقاء السياسيين أن الائتلاف الوطني موحداً قوياً متماسكاً سرعان ما سيقصدونه، ثقةً ووضوحاً في المشروع لأن المراحل السابقة، ولدت عند الكثير من الفرقاء السياسيين وعياً ودرساً .
هكذا هم الأقوياء سيقصدهم أمثالهم لما يجدوا عندهم، من قوة مشروع وأمانة وصدق ورجال خدمة لا رجال سلطة وشخصنه.
https://telegram.me/buratha