المقالات

تغيير ام تبادل مراكز

516 16:11:27 2014-05-18

حميد الموسوي .

نتائج انتخابات مجلس النواب وبفعل ترويج السياسيين وتكهناتهم واستنتاجاتهم وتصريحاتهم- اخذت تفرض وجودها على الشارع العراقي وتطغى على احاديث المواطنين وتحظى باهتمام حذر مشوب بالحيرة والشك والارتياب والتردد، اهتمام مختلف تماماً عن هموم الخدمات والبطالة والحصة التموينية التي يئس منها المواطن ووصل الى حالة القنوط وهو يقتات الصبر والوعود والحلول الترقيعية. نعم قد يربط المواطن احياناً بين سوء الخدمات وسوء اختيار المرشحين للدورات السابقة الذين صاروا ممثلين لانفسهم واحتياجاتهم ورغباتهم وتناسوا الاصوات التي اوصلتهم الى مراكز ومناصب لم يحسنوا ادارتها، ونعمة لم يشكروا الله عليها أو يؤدوا حقوقها او يدفعوا ضريبتها وهي خدمة العراق ورفع المعاناة والمظالم عن شعبهم وناسهم ولو بتقديم أقل القليل مما كان مرجواً من ترشيحهم ومتوقعاً من تعهداتهم وأيمانهم المغلظة!.
اصغيت بهدوء لحديث دار بين مواطنين في سيارة الاجرة، ومن خلال الحديث عرفت انهم اصدقاء او اقرباء في منطقة واحدة، معظم الحديث دار حول نتائج الانتخابات. سيطر التذمر والنفور على المتحدثين واقسم بعضهم على عدم المشاركة لكن تأكيد المرجغية على التغيير اجبرنا على المشاركة . أحدهم فاجأهم بأن ابو فلان عضو مجلس النواب أخذ يزور الشيوخ والوجهاء والمؤثرين في المنطقة قبل الانتخابات لحثهم على ترشيحه مرة ثانية، وحين صارحوه بانك لم تفعل شيئاً للمنطقة بل انهمكت بجمع الاموال وتشييد القصور وتكديس السيارات وتوظيف اولادك وأدرت وجهك وأعرضت عن جميع الناس الذين رشحوك أجابهم: نعم ولكني الان اكتفيت وسأتوجه لخدمتكم في الدورة الجديدة بينما المرشح الجديد غيري سيفعل نفس فعلتي وسيهتم بأموره ومصالحه وقد يكون اكثر جشعاً وفساداً مني فانا في كل الاحوال افضل منه وأحرص على مصالحكم وتحقيق مطاليبكم!.
ويبدو ان هذا التبرير الخبيث قد اقنع بعض الناس خاصة وان الشيوخ والوجهاء في المنطقة صدقوا تبريره واستحسنوا مشورته!.وذهبوا لاعادة انتخابه. لم احشر نفسي في النقاش ولم اقطع حديثهم المتواصل الذي سيكملون به الطريق الى مدينة الثورة فقد وصلت الى شارع فلسطين لاقصّ على صديق كان ينتظرني في ساحة بيروت قصة رحلة الطريق الانتخابية وقد اصابته الدهشة من خبث الممثل وطيبة الناس البسطاء، وقال هل خلت الساحة العراقية من الطاقات الكفوءة الوطنية والامينة المخلصة ولم تبق الا العناصر المفسدة لتتناوب الادوار او تتمسك بالكراسي ثم تتفضل بالفتات على من اوصلوها بعد ان تصاب بالتخمة او يفتضح امرها بعملية فساد ضخمة فتلوذ بالفرار ملتحقة بأرصدتها في الملاذات الامنة ثم ما هو الضمان على ان المرشح القديم سيكف عن النهب والاختلاس والاثره والاستحواذ وينصرف الى خدمة الناس بعدما اوغل في خيانة الامانة وسرت في دمائه ودماء عائلته كريات السحت الحرام، واستمرأ اكل حقوق الاخرين وحلت عليه لعنات الله ودعوات المظلومين والمغبونين؟!.
وتملكتني الحيرة انا وصاحبي وانستنا الموضوع الذي جئنا من اجله وتساءلنا بصوت عال: هل سيحصل التغيير فعلا ؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك