عمار جبار لعيبي الكعبي
سمعنا ونسمع ان هذا المصطلح خاص بمخلوق معين يتم اجراء التجارب عليه ، كالعلاجات واختبارات المحاليل الكيميائية ، الغاية منها مصلحة الانسانية جمعاء ، ولم نسمع في يوم من الأيام بان تختلف الأدوار ويصبح الانسان هو فأر التجارب ، والطامة الكبرى ان شعوب بأكملها أصبحت فئران تجارب للعديد من الدول سواء لتجارب السلاح والمتفجرات او العلاجات او الأغذية وأخيرا للنظريات سياسية ، فمنذ عام 1991 م تم استخدام مختلف الأسلحة السامة والمحرمة دوليا تجاه الشعب العراقي الأعزل الذي لا يعرف في الحياة سوا ان يكون منقادا وليس له رأي غير ترديد الشعارات والتصفيق وراء من يطلق عليهم رجال المراحل ، ففي كل عقد نجده يتبع شخصا معينا ، حتى رفع البعض شعار " بالروح بالدم نفديك ياهو الجان " ! وكأن أرواحهم ودمائهم ملك لآسيادهم الوضيعين الذين يتاجرون بدمائهم وأموالهم وأعراضهم ووطنهم مقابل مكاسب مرحلية وحينية شخصية ، يكون الشعب اخر المستفيدين منها ( أن علم بها أصلا ً ) ، وتراه يدافع عن مستغليه ويستقتل من اجلهم ، ولم يعلموا ان السياسي يؤيَد ولا يتبْع ، لان السياسي تحركه مصالحه لا مصالح شعبه ، فلو عدنا ونظرنا الى تاريخ الشعب العراقي سيتضح لنا بانه فأر تجارب لا اكثر ، وهو مالك المختبر وهو من يجري التجارب على نفسه وبأرادته ، وكأنه يستمتع بذلك لان ذلك يرضي لديه غريزة طبعت في نفسه وتم تجذيرها فيه وهي انك لا تستطيع قيادة نفسك فدع غيرك يقودك ولا تتحمل عناء المحاولة ، والسعيد من اكتفى بغيره ، ومجموعة من هذه التفاهات التي يتم إيصالها الى عقول الناس بصورة غير مباشرة ، ولكن بصورة منتظمة ومدروسة ومخططة ، لانه ان استلم زمام إدارة شؤونه فسيكون خطرا ً على جميع من حوله ، وهذا جملة صحيحة وخاطئة بنسبة معينة ، ولكني أفضل ان أكون خطرا ً على غيري أفضل من ان يكون غيري هو الخطر المحدق بي ، ولا اعلم الى أين يسير بي وما هي النهاية المنتظرة من ذلك ، وصدق صاحب المقولة التي دائماً ً تشعرني بالفخر حين أسمعها " لا تقولوا عِراق وإنما قولوا عُراق ، لان العراق لا تكسر عينه " ! ، فالعراق لم يكن يوما ً كما هو اليوم ، حطبا ً ونار تدفئ كل من سبح َ في نهر الفرات وشعر ببرد ، فنحن ننتظر من العراق ان يكون في الصدارة لانها تستحقه وليس العكس .
https://telegram.me/buratha