المقالات

فئران التجارب

1405 00:35:06 2014-05-22

عمار جبار لعيبي الكعبي

سمعنا ونسمع ان هذا المصطلح خاص بمخلوق معين يتم اجراء التجارب عليه ، كالعلاجات واختبارات المحاليل الكيميائية ، الغاية منها مصلحة الانسانية جمعاء ، ولم نسمع في يوم من الأيام بان تختلف الأدوار ويصبح الانسان هو فأر التجارب ، والطامة الكبرى ان شعوب بأكملها أصبحت فئران تجارب للعديد من الدول سواء لتجارب السلاح والمتفجرات او العلاجات او الأغذية وأخيرا للنظريات سياسية ، فمنذ عام 1991 م تم استخدام مختلف الأسلحة السامة والمحرمة دوليا تجاه الشعب العراقي الأعزل الذي لا يعرف في الحياة سوا ان يكون منقادا وليس له رأي غير ترديد الشعارات والتصفيق وراء من يطلق عليهم رجال المراحل ، ففي كل عقد نجده يتبع شخصا معينا ، حتى رفع البعض شعار " بالروح بالدم نفديك ياهو الجان " ! وكأن أرواحهم ودمائهم ملك لآسيادهم الوضيعين الذين يتاجرون بدمائهم وأموالهم وأعراضهم ووطنهم مقابل مكاسب مرحلية وحينية شخصية ، يكون الشعب اخر المستفيدين منها ( أن علم بها أصلا ً ) ، وتراه يدافع عن مستغليه ويستقتل من اجلهم ، ولم يعلموا ان السياسي يؤيَد ولا يتبْع ، لان السياسي تحركه مصالحه لا مصالح شعبه ، فلو عدنا ونظرنا الى تاريخ الشعب العراقي سيتضح لنا بانه فأر تجارب لا اكثر ، وهو مالك المختبر وهو من يجري التجارب على نفسه وبأرادته ، وكأنه يستمتع بذلك لان ذلك يرضي لديه غريزة طبعت في نفسه وتم تجذيرها فيه وهي انك لا تستطيع قيادة نفسك فدع غيرك يقودك ولا تتحمل عناء المحاولة ، والسعيد من اكتفى بغيره ، ومجموعة من هذه التفاهات التي يتم إيصالها الى عقول الناس بصورة غير مباشرة ، ولكن بصورة منتظمة ومدروسة ومخططة ، لانه ان استلم زمام إدارة شؤونه فسيكون خطرا ً على جميع من حوله ، وهذا جملة صحيحة وخاطئة بنسبة معينة ، ولكني أفضل ان أكون خطرا ً على غيري أفضل من ان يكون غيري هو الخطر المحدق بي ، ولا اعلم الى أين يسير بي وما هي النهاية المنتظرة من ذلك ، وصدق صاحب المقولة التي دائماً ً تشعرني بالفخر حين أسمعها " لا تقولوا عِراق وإنما قولوا عُراق ، لان العراق لا تكسر عينه " ! ، فالعراق لم يكن يوما ً كما هو اليوم ، حطبا ً ونار تدفئ كل من سبح َ في نهر الفرات وشعر ببرد ، فنحن ننتظر من العراق ان يكون في الصدارة لانها تستحقه وليس العكس .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك