هادي ندا المالكي
انتهت الانتخابات وأعلنت المفوضية نتائجها شبه النهائية ولم يتمكن المالكي من تحقيق طموحه في الاغلبية السياسية التي بشر لها كثيرا وتوعد بها الاخرين وبدت عليه علامات الغضب والانهيار بعد اعلان النتائج كونه ادرك ان المرحلة المقبلة لن تمر دون ان يعيش حالات مخاض عسيرة قد لا تنفع معها حتى العمليات القيصرية التي يعول عليها في وضع جنين الأغلبية المشوه والمعاق ابتدءا.
حساب الأرقام يبين ان بيدر المالكي الذي كان يبشر به وهو الحصول على (130) مقعد لم يتحقق ولم يزداد ولو بمقدار اوقية واحدة عن الارقام التي حصل عليها في الانتخابات السابقة مع ما أضافته له منظمة بدر من ارقام تكاد تكون انفجارية الا ان هذه الارقام غير مضمونة لان بدر كما دخلت بقرار مع المالكي ستخرج منه ايضا بنفس القرار وهذا الامر وارد جدا ليس هذا فقط بل ان أمين المنظمة هادي العامري لن يكون مع المالكي لان للرجل احلامه وطموحاته واستحقاقه يشاركه في هذا المسعى السيد الشهرستاني في امنيات واحلام رئاسية لان الرجل اعطى من نفسه الزمن الكثير وضحى للسيد المالكي تضحيات جسام وعلى مدار ثمان سنوات عجاف خلت وقد حان الوقت لان يقوم المالكي برد الدين ويضحي هو الاخر لمن ضحى له، يشفع امنيات الشهرستاني الرفض المطلق للمالكي من قبل القوائم الاخرى.
محنة المالكي بدت كبيرة بعد اعلان النتائج فلا نتائج خارقة ولا قبول من قبل الاطراف الاخرى وبات عليه من اجل الوصول الى اغلبيته التي انتظرها كثيرا وبشر لها ان يبقى على التل ينتظر ما تؤول اليه تحركات الاطراف الاخرى وما يقدمه من تنازلات وما يعقده من صفقات تحت جنح الظلام وربما سيكون الخبر الاسوء للسيد المالكي هو رفض الجميع لصفقات وتنازلات ووعود المالكي لان كل هذه الاطراف فقدت الثقة بالمالكي ووعوده والتزاماته طالما ان للرجل مهنية عالية في اطلاق الوعود وعدم الالتزام بها والالتفاف عليها ولهذا فان الجميع ايقن بعدم مصداقية وعوده وعهوده.
ان رقم الأغلبية الذي يروم المالكي الوصول اليه في ظل الرفض المطلق امر مستحيل حتى وان حاول جمع القوائم الصغيرة والمدعومة من قبله لان ما يحتاجه المالكي لتشكيل حكومة الاغلبية الموعودة هو اكثر من سبعين مقعد وهذا الرقم يبدوا مستحيلا لان كل القوائم الصغيرة والمغرر بهم والموعودين بجنات الخلد في آخرة السيد القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء لا يساوون ربع الرقم المطلوب.
سيحاول المالكي العودة الى ذاته من جديد ويفتح أبواب احلامه ومملكته الى الجميع لمشاركته في حكومة تغيب عنها صبغة الاغلبية وتحتفظ بقشورها الخارجية مع رفع الفيتو عن كل الاطراف الفائزة حتى وان كان هذا الطرف متحدون او علاوي لان للقيادة استثناءاتها ولان توزيع مئات الالاف من سندات الارض ومثلها من فرص التعيين وصرف مليارات الدنانير فشلت في ان تنقل المالكي من قمة دولة القانون الى قمة الأغلبية.
https://telegram.me/buratha