المقالات

جهل بعض الساسه...والتخبط في التصريحات..

1399 18:16:04 2014-05-22

الدكتور يوسف السعيدي

من المفهوم ان لكل كلمة معناها، وايضا حرمتها، ولكل مصطلح مغزاه الذي يدلل على شيء ما أو مجموعة من الاشياء والمفاهيم... 
وهذا ينبغي ان ينطبق اول ما ينبطق على السياسة... والسياسة كأي شيء في هذا الكون تغادر مكانها وشكلها، وبالتالي كلماتها تبعا لجريان تيار الزمان... فلكل مرحلة مفاهيمها وبالتالي الكلمات التي تدلل عليها أو تعبر عنها... 

من هنا، نظن، وان كان بعض الظن اثم، فان البعض الآخر ليس كذلك، اقول: نظن ان مصطلحات (كالمؤامرة) في حين هناك مؤامرت أو لا وجود لاية مؤامره، و (المخطط)، في حين ان المخطط قد طبق وفات اوان الحديث عنه، وكذلك (الفوضى الخلاقة)، و (الاحتواء المزدوج) و (الشفافية) و (المصداقية) و (الاطياف) بدل (طيف) ذي عناصر أو امواج... نقول هذه الكلمات والمصطلحات قد بليت من كثرة التكرار، وفات اوانها، ولم تعد تستخدم إلا من قبل الذين يلوكون بها كما تلاك العلكة، ويطلقونها كجواب على كل ما يسألون عنه، وكتوضيح لكل ما يريدون تفسيره... وكأن اللغة عجزت عن توليد الكلمات الجديدة أو فقدت داينميكيتها بينما العكس هو الصحيح، أن اللغة ما برحت ثرة، ولغتنا العربية على وجه التخصيص... 

ثم، إلا تلاحظون ان هناك نوعا من الاستلاب الفكري يمارسه الغرب بحقنا؟ فكلما جاد احد المفكرين أو مراكز الابحاث، أو حتى صحيفة مهملة كلما جاد أي من هذه الابواب بمصطلح أو كلمة رنانة رحنا نتلقفها ونمسك بها (مسك الغريم بفضل ثوب المعسر) ومضينا نستخدمها على كل ما نحس به أو نسمعه أو نستنشقه أو تقع عيوننا عليه، ونفسر به كل ظاهرة كونية وكل مشكلة من دوران الكواكب في افلاكها الى زحمة المرور ؟؟؟؟. 
ليس هذا فحسب بل ان البعض يهدر بهذه المصطلحات والكلمات هدير الاسود، وهو يتصبب عرقا والزبد يطفح من شدقيه، وكأنه وجد اخيراً ما عجز عن ايجاده الآخرون، أو حقق فتح الفتوح، أو انه آت ( بما لا تستطعه الاوائل)... 

ودائما ومنذ ان بدأنا نتعلم ان ليس هنالك ما هو تام الصواب، وليس هنالك مالا يحتمل الخطأ، وليس هناك ما هو ثابت لا يريم، وليس من شخص كامل المعرفة أو كامل الاوصاف كحبيبة المرحوم عبدالحليم حافظ.... أنما اتضح لنا: 
أن القصور في التقدير مرافق لكل عقل... 
وإن النقص في المعرفة ملازم لكل انسان بل ان الشعور بهذا النقص هو دافع الحصول على المزيد منها. 
وان الكمال لله وحده. 
وان كل رأي فيه الصواب وفيه الخطأ والفرق في النسبة وليس في النقاوة الكاملة من عدمها...
وان اللغة نفسها كيان حي تتكيف تبعا لتغير مستجدات الحياة... 
وان ما يصلح من تعاريف ومصطلحات على قضية ما لا يصلح على غيرها.... 
وانه ليس هناك من فكر أو حزب تعجز البشرية عن ايجاد ما هو افضل منه... 
وانه حري بالانسان ان يعيش زمانه... وهذا يتطلب ان يغادر نفسه، ويعيد النظر بما استقر عليه فكره، ويراجع مواقفه وسلوكه، ويتفحص النجاح من الفشل، وصواب الرأي من الخطل ليس على اساس التمني وما تصوغه النفس البشرية من اوهام ترتاح اليها، وتتعالى بها على حقائق مرة وواقع كنصل في الخاصرة... أنما على اساس حصيلة البيدر من فكر امن به، وحركة كان في صفوفها، وعمل قام به، فهل كانت الحصيلة تكافئ الجهد وتشير الى الصواب، أم كحياة امرؤ القيس : 
ولقد طوفت بالافاق حتى رضيت من الغنيمة بالاياب 
حصيلة البيدر اذن هي الحكم الذي يقرر الصواب والنجاح في مسيرة الفرد والجماعة وليس غير... 
ثم نأتي الى قضية أخرى ليست بعيدة عن اللغة، لغة السياسة، بل هي جزء هام منها... 
فالمسؤول والمعارض والمجاهد والمناضل وكل سياسي سواء كان مخلصا أو مرتزقا (لكي لا نظلم احدا) ليس بالضرورة ان يصرح، لان التصريح ليس فرض عين، وليس مقصوداً لذاته، ولا هو وسيلة لعرض ربطة عنق جديدة، ولا للتباهي أمام الاولاد وامهم والحماة والاقارب والاصحاب، وليس وسيلة للنجومية... أنما التصريح السياسي يأتي لواحد من غرضين: 
الاول: هو تقديم معلومة، أو تفسير لحدث أو أجراء، أو رد على رأي آخر مخالف أو فيه اتهام.
الثاني: ان يكون تحديدا لموقف من قضية ما... 

وفي الحالين الاولى والثانية لا بد من معلومات صحيحة يقصد بها تغذية المتلقي أو الاستناد اليها في تحديد الموقف ودعمه. 
اما التصريحات العشوائية لواحد من الاغراض التي نوهنا عنها فلن يكون حصيلتها إلا السخرية أو الاستهجان أو الاعراض ليس عن تصريح معين بالذات أنما عن كل ما يصدر عن اصحابه... فالناس لا يصدقون من تكرر كذبه حتى ولو صدق أو كما يقول المثل العراقي البدوي (يفوتك من الجذاب صدكن جثير).... اننا ندعوا الى لغة جديدة للسياسة ليست خارج اطار مفردات لغتنا الثرة الجميلة ونحوها وصرفها وإنما خارج الالفاظ التي سجنا انفسنا فيها حتى صارت هي التي تتحكم بعقولنا ومواقفنا ولم نعد نتحكم بها نحن... نريد لغة تسمى الاشياء باسمائها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك