هادي ندا المالكي
انتهت الانتخابات النيابية بدورتها الثالثة وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات نتائج الكتل والقوائم وعرف كل مجتهد ومزور نصيبه وبقي حلم تغيير النتائج من خلال تقديم الطعون امر يشابه ماء السراب لمن يعتقد انه غبن او أجهضت أحلامه او سرقت أصواته.
وحتى موعد اعلان المفوضية وتجاوبها مع الطعون من عدمه فان حالة الشد والجذب والتسقيط والحرب الاعلامية وبث الاشاعة ورفع الروح المعنوية تبقى السمة البارزة للمرحلة الحالية والمستقبلية وهذا المعنى يتجلى في ابلغ موقف في حالة الحرب النفسية التي تتبعها الماكنة الاعلامية لدولة القانون في التاثير على الاطراف الاخرى وفي رفع الروح المعنوية المنهارة لكوادرها وقياداتها وهي تمني النفس بما يشبه المستحيل من تحقيقه وهو الاغلبية السياسية التي انهارت بعد اعلان النتائج وبعد التاكد من حالة الرفض المطلق للمالكي من قبل جميع الاطراف الاخرى والتي تمتلك الاغلبية المريحة.
ماكنة المالكي الاعلامية التضليلية تمارس مهمتها بشكل متميز وعلى اكثر من صعيد وبطريقة تبادل الادوار بين العراقية والشرقية والديار وعشرات المواقع والوكالات،واكثر الاطراف التي يتم استهدافها هو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وليس اي طرف اخر لعلة في نفس المالكي وحزبه وماكنته الاعلامية وخوفهم المتجذر من ان يتصدى المجلس الاعلى للمرحلة المقبلة يساعده على هذا التصدي مقبوليته من قبل الجميع وصعود منسوب مقاعده مقارنة بما تحقق للماكي وقائمته.
وحتى نكون منصفين ويكون حديثنا مشفوعا بالارقام نجد ان المالكي هو الخاسر الاكبر ونجد ان المجلس الاعلى هو الرابح الاول وهذه هي الاسباب،اولا لان المالكي كان يبشر بحكومة اغلبية سياسية وهذه الاغلبية تحتاج الى فوز كاسح من قبل المالكي وحزبه ولهذا فقد اعلن هو وجماعته انهم سيحققون اكثر من مائة وعشرون مقعد غير ان الرقم النهائي كان اقل بكثير مما خطط له وثانيا ان تفكير المالكي بالاغلبية انما يعود لقناعته برفض الجميع له وبالتالي فان حصوله على اكثر من مائة مقعد كان سيجبر الاخرين على الرضوخ او كان سيمكن المالكي من التحالف مع قوائم صغيرة ويترك القوائم الكبيرة وحتى هذه اللحظة فان احلامه في طريقها الى التبخر،الامر الاخر ان المالكي خسر رغم انه سخر كل امكانيات الدولة المالية والمعنوية والبشرية وخسر مع كل ما منحه من اموال بلغت مليارات الدنانير ومع توزيع مئات الالاف من السندات الوهمية والحقيقية ومع تعيين عشرات الاف من المعدمين والجياع في حكومة لم تعرف كيف تقود نفسها على مدار ثمان سنوات،اما المجلس الاعلى فان مشروعه السياسي هو من فاز بدليل انه لم يوزع قطعة ارض واحدة ولم يعين شخصا واحدا ولم يعد ارملة او ثكلى باموال وجنات وعيون،
الامر الاكثر مصداقية في عنوان الفوز هو عدد المقاعد وبحساب بسيط هو ان المالكي كان يملك 89 مقعد ومع الصيادي وبدر يكون عدد مقاعد دولة القانون 94 مقعد وبالتالي فان دولة القانون مع كل هذه الجعجعة والضجيج ربح مقعد واحد في الاجمالي وخسر عشرات المقاعد في الحقيقة لان ما تحقق لبدر امر انفجاري بعد ان ارتفع من اربعة مقاعد الى 22 مقعد وبالتالي فان تفكك دولة القانون سيجعله اقل الكتل وبشهادة قياداته وهذه ازمة ستنفجر قريبا والمالكي يعرفها اكثر من غيره،اما المجلس الاعلى ورغم عدم مشاركته في الحكومة السابقة ورغم انه كان مُحاربا فانه تمكن من مضاعفة عدد مقاعده بعد ان حولها من 17 مقعد الى 31 مقعد مع كل الظلم والاقصاء والتزوير وسلب الحقوق.
من حق دولة القانون ان ترتعد وتخاف من المجلس الاعلى كونه الكيان الوحيد الذي ضاعف غلته وكونه الوحيد القادر على جمع الاضداد وكونه الوحيد القادر على لم الشمل وكونه الوحيد الذي يحظى بمقبولية الجميع وكونه الوحيد الذي لن يسمح للمالكي بجر العراق الى حافة الانهيار او التقسيم.
فاز المجلس الاعلى لانه يمتلك مشروع حقيقي وخسر المالكي لانه زرع الفشل وحصد الندم ولن يكون بمقدور المسلة والعراقية تغيير الواقع حتى لو تفننتا في اختراع الاكاذيب وتزيينها بالقوائم الصغيرة والاذناب.
https://telegram.me/buratha