هادي ندا المالكي
قبل الشروع بالانتخابات النيابية التي جرت نهاية شهر نيسان الفائت سادت حالة من التوجس والخوف والقلق عند عدد كبير من الكتل والقوائم السياسية من احتمال تزوير الانتخابات لصالح طرف حكومي مؤثر رغم التطمينات التي قدمتها المفوضية العليا للانتخابات وتاكيدها صعوبة التزوير نتيجة استخدام البطاقة الالكترونية .
والحقيقية ان مخاوف الكتل كانت منطقية خاصة مع اعلان البعض رغبته تحقيق الاغلبية السياسية وتهديده للاطراف الاخرى بعدم الحاجة الى جهودهم في تشكيل الحكومة المقبلة.
ومكامن الخوف من التزوير عند عديد القوائم والكتل ظهرت بوادرها بعد استخدام طرف معين لاموال وامكانيات الدولة وسعيه الحثيث هو ومن معه لتسخير هذه الامكانيات باقصى حد بدات من الحملات الدعائية للجيش والشرطة واستمرت بتوزيع الاراضي وتمليك المتجاوزين وتعيين الاف العاطلين عن العمل وتوزيع الاموال والمسدسات والسيارات وكل هذه الاجراءات اعتبرت من البعض مقدمة فعلية لتزوير الانتخابات طالما ان هذه التصرفات تغير توجهات الناس وطالما انها حكرا لطرف وغيابها عن الاطراف الاخرى.
امر التزوير الغير مباشر لم يتوقف عند هذا الحد بل تجاوزه الى التزوير المباشر بعد ان ظهرت علاماته بابشع صورة يوم الانتخابات عندما تم منع المراقبين من اكمال العد والفرز وقيام قوات سوات بالسيطرة على صناديق الاقتراع بحجج واعذار الله وحده العالم مالذي جرى بعد السيطرة على هذه الصناديق،واقل ما يمكن قوله هو العثور على اوراق اقتراع لطرف منافس وقد القيت خارج مدارس التصويت مع العثور على ارقام اقفال صناديق الاقتراع مرمية في المزابل،الامر لم ينتهي بل تجاوزه الى رفع نسبة المشاركة والتي لم تكن تتوافق مع الواقع الفعلي لانه حتى الساعة الرابعة كانت نسبة المشاركة ضعيفة ولم تتجاوز الثلاثين في المائة ببعض مناطق الكرخ تحديدا الا انه وفي غضون ساعتين ارتفعت النسبة الى 62 بالمائة رغم قصر المدة الزمنية وتواضع الاقبال وتعقيدات العملية الانتخابية.
المفاجئة الاكبر في العملية الانتخابية هو ارتفاع نسبة التصويت في حزام بغداد حتى وصل الى 90% على عهدت المفوضية والمفاجئة الاكبر من الاكبر هو ان هذا التصويت لصالح طرف ليس له وجود او تاثير او انتماء في هذه المناطق ،المفارقة التي تنسف كل ما اعلن ان قسم كبير من الحزام كان يعيش حربا حقيقية وان 90% من سكانه من النازحين فكيف حصل التصويت ولصالح الاطراف الفائزة ..انه طلسم يحتاج الى عراف لفك رموزه.
ان ما جرى في حزام بغداد يمثل فضيحة مدوية وما تم احتسابه من نسبة تصويت مرتفعة جريمة اخرى وسيطرة سوات على صناديق الاقتراع جريمة مركبة وما اعلن من نتائج لا يمثل الحقيقة التي غيبتها المفوضية العليا للانتخابات.
*اجد صعوبة في تسمية المفوضية العليا للانتخابات بالمستقلة لانني اشعر بالخجل من هذه التسمية لهذا اتجنب المستقلة وحتى تثبت عكس ذلك.
https://telegram.me/buratha