المقالات

حكومة الأغلبية.. الواقع والادعاء

1112 17:38:26 2014-06-01

عبدالله الجيزاني

لتقييم الأداء السياسي لأي نظام، نحتاج إلى معرفة سعة التأييد الجماهيري، التي يحظى بها هذا النظام، قبالة عدد ونوع معارضيه، فالأداء السياسي يستند إلى نظام، يجب أن يمثل به المجتمع على أوسع نطاق، عندها تتشابك المصالح والوطنية لتنتج النظام المرضي من الجماهير. 
لذا في العادة تكون الأنظمة الديكتاتورية اقل الأنظمة قبول، العراق كبلد متعدد الأعراق والطوائف، يحتاج إلى نظام سياسي يًمكن هذا التنوع، من التواجد في القرار من خلال ممثلين يحظون بثقة، ومقبولية المكون الذي يمثلوه، عندها يمكن أن يتشارك الجميع في بناء واستقرار البلد.
ولعل فترة حكم البعث ألصدامي، كانت مصداق التفرد والديكتاتورية، وعندما نلاحظ تلك الحكومة، نجد أن كل الطوائف كانت ممثلة فيها، لكن بشخصيات لا تمتلك أي تأثير أو قاعدة أو حتى مقبولية، ضمن مكوناتها، طه محيي الدين معروف يمثل المكون الكوردي!! لكونه كردي لا غير، وكذا بالنسبة للشيعة، هناك عدد من الأقزام ينتمون للتشيع بالوراثة، وكان يتبجح بهم البعث بأنه حكومتهم تضم كل المكونات، وكل منصف يعرف كيف كان ينظر الشعب العراقي إلى ذاك النظام المجرم. 

بعد التغيير وقام مهندس العملية السياسية في العراق، بوضع تصميم مقبول لنظام سياسي، ممكن أن يستند إلى قاعدة جماهيرية واسعة، وهو المشاركة، حيث يشترك الجميع، كل حسب نسبة وجودة في المجتمع العراقي، وكًتب الدستور العراقي وتضمن بنود مقبولة، يمكن بواسطتها أن تتحقق طموحات الشعب ولو بالحد الممكن، وعلى هذا سارت حكومة الدكتور أياد علاوي، وتلتها حكومة السيد الجعفري، رغم الهنات التي تعرضت لها بسبب الميل لتهميش الجانب الكوردي في مرات عديدة، لكن وجود قادة كبار في حينه، كان يتجاوز هذه المنعطفات بسهولة ويسر. 
وكذا حكومة المالكي الأولى شكلت على هذا الأساس، لكن طبقت خلافه مع أطراف الائتلاف الوطني نفسه، والنتيجة كانت الولادة المتعسرة للحكومة الهزيلة الحالية، بسبب معارضة الكثير من الكتل السياسية، لتولي السيد المالكي لرئاسة الحكومة.

اليوم يطرح المالكي حكومة الأغلبية، كنهج سياسي جديد يبرره، بأن المشاركة لم تنجح، وان الشركاء طالما وضعوا العصي في دولاب مسيرة الحكومة لتقديم انجازاتها للشعب، ورغم أن هذا التبرير لا يصمد لكون رئيس الوزراء الآن، يدير حكومة أغلبية بواقع (18) صوت لدولة القانون، و(6) أصوات لحلفاء المالكي والمنشقين عن العراقية ومتحدون يكون الكلي(24) صوت لدولة القانون، من مجموع أصوات مجلس الوزراء البالغة(36) صوت. 
أذن المقصود بالأغلبية لا يفسر، إلا بتوجه للاستيلاء على الحكومة، وتطعيمها بإفراد منشقين عن كتلهم التي تمثل مكوناتهم، بطريقة مشابه لحكومة البعث ألصدامي، لان أي طرح آخر لا يصمد أمام هذه الحقيقة، فكما أن الكورد رفعوا السلاح بوجه حكومة البعث ألصدامي، بسبب التهميش والإقصاء، وكذا فعل الشيعة، نؤكد أن طرح حكومة الأغلبية لا يعود على العراق، إلا بحرب طائفية ولا يجني الشعب شيء مما يتمناه، خاصة في ظل تشكيلة حكوميه، أثبتت التجربة أنها تتعامل مع الأمور، بأسلوب ردود الأفعال والانفعالات، بدون أي رؤية أو تخطيط...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك