المقالات

سيكولوجيا التحرر.. بين الديكتاتورية والديمقراطية

1256 01:36:48 2014-06-07

قيس المهندس

ثمة أمور سيكولوجية، تعيها نفوس الأحرار، أمور دبرت في دهاليز العقل الباطن، سواء علم بها العقل الظاهر أم لم يعلم! سوف يرفض ذلك الحر؛ العبودية، وقد يتعصب لرفضها، جاعلاً إياها في مصاف الواضحات التي يستهجنها العقل الواعي.
الوقع السيكولوجي في الأنفس الحرة، من الممارسات السلبية في أقبية الديكتاتورية، ربما يتجاوزه الوقع السيكولوجي للممارسات السلبية في فضاء الديمقراطية.
ثمة عناصر مؤثرة على الوقع السيكولوجي للنفس الإنسانية، والمتأتية من ممارسات الظلم، ومصدر تلك الممارسات؛ عدو أم صديق، وتأثيرها؛ مادي أم معنوي، ومقدار الشعور الداخلي بالظلم؛ هل يكفي لإقناع النفس بحقيقة الظلم، من جهة كوني مظلوما، وأن من ظلمني عدواً مبغضاً، سبق أن فعلها هو أو أسلافه، مع من هو أعطم مني شأناً ومكانة روحية، وبالتالي إذكاء باعث الممانعة داخل النفس، أم أن مصدر الظلم صديق أو أخ في العقيدة والجهاد! وبالتالي تنسف جميع تلك القيم الروحية، ولا يبقى أي أثر معنوي للممانعة!
في الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم؛ ثمة مظاهر وممارسات سياسية سلبية، يرفضها بعض الناس، بيد أن بعضاً آخر قد ألفها، حتى أصبحت لديه من المسلمات، فيستنكرون لمن يرفضها، وهكذا لعل بعض الذين يرفضون تلك الممارسات؛ لا يعرفوا سبب رفضهم لها، وفي المقابل تجد بعضاً من الناس، يتنكرون لممارسات إيجابية، بيد أنهم لا يعلمون سبب تنكرهم لها، كما أنهم في الوقت ذاته؛ يستحسنون ممارسات سلبية، ولا يعلمون لماذا!
جميع تلك الأمور، تتجسد أمام الرؤية المعرفية، ليتم فرز الحالتين؛ الصحية والسقيمة، فالأولى حالة صحية؛ ذات خلفية سليمة، نابعة من ملكة التحرر داخل النفس، والتي يفرزها العقل الباطن على هيئة رفض لتلك الممارسات السلبية، والثانية حالة سقيمة؛ تعمل على إجهاض الممانعة، وبالتالي تؤدي الى ما هو أشبه بالعبودية!
الغالبية السالبة لذلك الفرز؛ تدر وافراً من الأمراض الاجتماعية، تنعكس بدورها على الواقع السياسي، وبالتالي على صناعة القرار، فالأغلبية الناخبة؛ هم الذين يقررون من سيحكم البلد!
مع ذلك لا إفراط ولا تفريط؛ فإن كانت الممارسات التي ينتهجها بعض السياسيين اليوم سلبية، بوسائلها ونتائجها، فهي لن ترتقي الى ممارسات الحقبة الديكتاتورية، وإن كان وقعها السيكولوجي أكبر، كما أسلفنا.
لذا في بعض الأحيان نستمع الى صوت العقل الباطن وهو ينتفض، نتيجة الإستنكار الشديد من المقابل، منتصراً لتحرره ومردداً عبارات يترجمها اللسان بمعيار الوقع السيكولوجي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك