المقالات

الإمام الخميني إنسانا

1484 01:46:05 2014-06-07

عبدالله الجيزاني

يظلم الكثير من العظماء على مر التاريخ، بوضعهم ضمن إطار ضيق، لتنسب انجازاتهم لهذا الإطار، وهو في الغالب أسلوب يتبعه أتباعهم ومريديهم، ومن أعدائهم ومناوئيهم، والهدف لكلا الطرفين استثمار سطوع نجم هؤلاء، لغرض بناء أو هدم حاضرهم ومستقبلهم. 
وإلا بأي منطق أن يتم اختصار الإمام الحسين(عليه السلام) بمذهب أو دين أو قومية، هذا الإنسان الذي قاد ثورة حياة لم تترك شاردة أو واردة إلا تضمنتها، وهكذا آل البيت واحد تلو الأخر، كانوا نماذج تمثل الإنسان والإنسانية بكل ما فيها، ليتوارث ذلك من سار على خطهم ونهجهم، إلى يومنا هذا. 
وعندما نتناول شخصية الإمام روح الله الموسوي الخميني، نجد تلك القيم والمفاهيم التي حملها الإسلام كرسالة خاتمة، شملت الإنسان منذ التكوين حتى الفناء، حيث جسد الإمام الخميني الإسلام كما أرادت له السماء أن يكون، حارب الظلم وعمل على اجتثاثه من كل بقاع الأرض، وكان يدعوا المظلومين في الأرض للثورة، وسخر كل الإمكانات الممكنة لمناصرتهم، وكان يوجه الحكومة الإيرانية دائما، بمساندة هؤلاء أينما كانوا دون تدخل في شؤونهم الداخلية أو تفاصيل عملهم. 
حتى غدت الجمهورية الإسلامية محط أنظار، ومحطة أمل لكافة الشعوب التي تنشد التغيير والانطلاق نحو الحياة، التي أوجدتها السماء، وعاث بها المفسدون ليغيروا البناء والأعمار والأمان، فيها إلى دمار ورعب وجوع وخوف، جسد الإمام الخميني كل مفردات الإنسانية بشكل واقعي، عشق الإنسان لذاته، ودافع على حقوقه التي حددتها له السماء. 
هذا جعل الأخر الذي جعل من الإنسان، وسيلته للوصول إلى غاياته الرخيصة، للحشد والتحشيد ضد الإمام وتوجهاته، واستغفل الكثير بشعارات وادعاءات للتأليب ضد الإمام ورسالته. 
فكانت دعوته إلى الثورة العالمية الكبرى ضد الظلم، تصدير للثورة لغرض إعادة تشكيل الإمبراطورية الفارسية. 
وكانت دعواته لوحدة المسلمين لمواجهة الاستكبار، هي الأخرى محاولة للسيطرة على العالم من جديد. 
وكشأن كل المصلحين وقف أصحاب المصلحة في وجود الإمام، وتطبيق دعواته ضده، وكان معظم هؤلاء مطية بيد الاستكبار لنشر الأكاذيب الباطلة، ضد الإمام الخميني وثورته، وفرض الاستكبار حصار على الثورة الإسلامية من كل النواحي، في محاولة لإطفاء نورها، كي لايزلزل عروش الظالمين.
لكن كل ما خطط له الطغاة والمستكبرين فشل، فبعد عقد من الزمن نجحت الشعوب الإسلامية في ثورات الربيع الإسلامي العربي، لإزالة طواغيت حكمت بدعم الاستكبار كما في تونس ومصر وليبيا، وكذا قامت حركات التحرر في الكثير من دول العالم باستيعاب إنسانية الإمام الخميني وثورته الكبرى، لتنجح أو تضع نقطة انطلاق لمسار الخلاص.
هكذا ثبت أن الإمام الخميني كان إنسانا لم يؤطر بانتماء قومي أو ديني أو مذهبي، بل كان نهج يصلح لتخلص كل المضطهدين في الأرض من معاناتهم مهما كان انتمائهم القومي أو الديني أو المذهبي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك