المقالات

من اجل خطاب اعلامي متفائل حبا بالعراق وشعبه

1341 20:24:00 2007-07-18

(لاجل ان لايسرق اعداء شعبنا امثال الضاري ومشعان والعليان والمطلك وغيرهم تفاؤلنا وحلاوة خطابنا الاعلامي .. ادعوكم لقراءة مقالي المتواضع)............. ( بقلم : طالب الوحيلي )

لاشيء مطلق في هذا الكون ،ولا كمال مطلق ايضا ،وان كل شيء يحمل ضده ،وان كل نظام في عالمنا الذي نعيشه يحتمل السلب والايجاب ،لاسيما الانظمة السياسية وانماطها الاقتصادية والاجتماعية لا بد لها ان تنجح في جانب وتخفق في جانب آخر ،وقد تتصارع فيها الاضداد كثيرا مما يجعلها تعيش وطأة الاخفاق الذي تضيق به شعوب تلك الانظمة ،لكنها لاتتطير من السلبيات بصورة مطلقة ،اما بسبب دكتاتورية النظام وتضييق الانشوطة ضد شعب ما ،او بسبب وعي وثقافة شعب اخر يستطيع ادراك الظروف المحيطة بالنظام السياسي ويقدر بالتالي نجاحات او اخفاقات السلطة الحاكمة ،بانتظار الموعد المحدد دستوريا لتحديد خياراتها في ايجاد البديل الاحسن ،وتلك ثقافة الديمقراطية التي اعتادتها الدول التي قطعت شوطا طويلا من التعاطي مع ثقافة اللا عنف والسلوك الواقعي والسلمي في التعبير عن الذات لانتخاب البديل الذي يعكس مصالحها عبر وثيقة عهد دستورية يجد فيها النائب نفسه عينا ووصيا على مصالح ناخبيه ،ورقيبا على السلطة الادارية ومشرعا قد يحسم صوته مصير قانون بلا منازع او سبب مانع ..اعرق الانظمة الحاكمة قد تنتاب سياستها الداخلية او الخارجية اخفاقات او هنات ،وقد تترصدها اعين المعارضة بالنقد وبالمحاسبة ،حيث تنقسم البرلمانات الى فريقين رئيسيين هما الفريق الحاكم حيث يخوله استحقاقه الانتخابي الذي ناله او تحالف من اجله ،تشكيل الحكومة او السلطة التنفيذية ،وفريق معارض لم تفلح مساعيه في الساحة الجماهيرية من استمالة الناخبين اليه بالصورة التي تؤهله لنيل قصب السبق للوصول الى حكم البلاد ،فيجد ساحة نضاله وميدان بروزه في تمثيل الخصم البرلماني او المعارض الذي لابد للطرف الحاكم ان يحسب له الف حساب ،والمحصلة النهائية هي التسابق من اجل نيل رضى الناخب .. فليس بغريب ان يجد الساسة المخضرمين انفسهم وهم معزولين عن كراسي الحكم ولكن دون اسف على ذلك الكرسي بقدر الحزن على اهتزاز ثقة مواطنيهم بهم ،فيما يركن الى حقل آخر يغرس فيه تجاربه ويفيض بها على الاخرين ..

تجربتنا العراقية جاءت وذات الحلم يجتاح المثقف والمواطن البسيط اللذان عاشا سني الاضطهاد والمعاناة والتهميش والحرمان والذل والعبودية والخوف و و الخ ،لذا فكلنا نحلم بنظام ديمقراطي دستوري براغماتي ،نجد فيه الامن والامان والحرية في اختيار الحاكم والارادة في رفضه او عزله ما دام دون مستوى التمثيل والثقة التي نطمح فيه لها ،وقد تفاءلنا كثيرا حيث ظننا ان الجميع تواق لهذا الحلم كون الاغلبية العظمى قد عانت بمستويات متقاربة من الاحزاب الشمولية والانظمة الديكتاتورية ،لكن المشكلة تكمن في السياساة المغلوطة لامريكا راعية التجربة السياسيةالجديدة في العراق وهي تتحمل عبء فشل يعيشه المواطن العراقي منذ عدة سنوات ،ولا يعد ذلك فشلا لها على صعيد استراتيجيتها في العراق وفي المنطقة والعالم ،كونها مازالت تتحكم بكافة عناصر اللعبة من بعد او عن كثب ،لذا فان الذي يعتقد بفشل المشروع الامريكي في العراق ،انما هو واهم اذا تصور انه يصيب امريكا من زاوية كونها محتل ،لان ذلك ينصرف حتما الى المشروع الديمقراطي للشعب العراقي ،ويجهز على ثورته البنفسجية التي قد لا تتكرر لاحقا اما بسبب التفاؤل المفرط للناخب العراقي حين قدومه على صناديق الاقتراع ،والذي شعر بانه صدم كثيرا نتيجة الاخفاقات الادارية وتفشي الفساد في اروقة مؤسسات الدولة التي يفترض انها تمثله ،او بانعدام الثقة بمن انتخبه من نواب يعانون من ضغط قوات الاحتلال ومن اجندات حزبية وطائفية بسبب اختراق قوى معارضة للمشروع الديمقراطي اصلا وليس للحكومة التي قد تصيب مرة او تخطئ مرة اخرى ،فيما يبقى اللف والدوران على الحقائق عامل مساعد على انكفاء المواطن العراقي على نفسه في مراجعة ما تم من وقائع ومنجزات .

يقابل هذا الانطباع التطاير من السلبيات والقنوط الكبير وكأن هذا المواطن قد نسي انه في ظل دولة احتلال وهي تتصف عن غيرها بقراءتها المختلفة لمصالحها ومصالح الامم الاخرى ،وان العراق قد ورث اتعس واعقد تركة من المشاكل والاخفاقات والتداعيات النفسية التي خلفتها سنوات تزاحمت فيها المعارك والحروب الخاسرة ،ليخرج منها الشعب العراقي مثخنا بالجراح التي لابد ان تصيب معنوياته وروحه بالكثير من الادران حيث يصعب تحملها او الشفاء منها بسهولة وسرعة..وسط ذلك كله هل يمكننا النظر الى الكأس بنصفه الممتلئ ،وليس بنصفه الفارغ ؟وهل يسمح الاعلام العربي او المحلي المناوئ في اعطاء المواطن العراقي فسحة امل تشعره بان الآت خير من الذي مضى بدل التلويح بالشر المستطير والبحث عن ابسط الحوادث التي لا تخلو دولة من وقوعها ليبنى عليها تقرير مرعب عن مصير مظلم للعراق ؟!يصدق الاعلام المنصف لو اعلن عن انحسار مستوى الجرائم الارهابية المتمثلة بالقتل على الهوية ،انحسارا كبيرا في بغداد وبعض المحافظات ،وامتداد مساحات الامان كثيرا تحت رعاية قوات الامن العراقية المنتشرة والتي مازالت تنتظر رفدها بالمزيد من المتطوعين ليصل عدد القوى الامنية والساندة الى المستوى الذي كان سائدا في العهد البائد اذ ان بغداد وحدها بحاجة الى اكثر من نصف مليون رجل امن في وقت لم يصل به عديد القوات المسلحة العراقية الى هذا المستوى ،كما ان مشكلة الكهرباء ليست مستحيلة والدليل على ذلك تمتع معظم محافظات العراق بخدمة كهربائية كانت حكرا على العاصمة وبعض المدن المميزة لدى النظام ،واكاد اجزم ان الكهرباء تخضع لبرمجة سياسية تتحكم بها قوات الاحتلال !!كذلك مشكلة الوقودت التي تنحصر اصلا بالفساد الاداري اكثر من غيره من الاسباب ،وغير ذلك من المشاكل التي قد لاتخلو منها دولة في العالم مهما كانت مستقرة ..يقول السيد عمار الحكيم بهذا الصدد في حديثه لقناة ال BBC الفضائية( نرى أن الاعلام العالمي يركز على السلبيات فقط ولايذكر الايجابيات ، مظاهر جيدة للحياة في العراق يهملها الإعلام ، فهناك ثلاث محافظات في الشمال فيها النسبة العالية من الامن والاستقرار ، وكذلك هناك تسع محافظات في الوسط والجنوب فيها نسبة جيدة من الأمن ، وهذا يمثل ثلثي البلاد ، ولو زرت هذه المحافظات الاثني عشر ، فسوف ترى البناء والاعمار والتنمية وأقامة المشاريع المختلفة بمستويات مختلفة ، اذا زرت النجف الاشرف وبعض مدن الجنوب فأنك ستلاحظ الناس والعوائل وهم يسهرون الى أوقات متأخرة من الليل في مواقع سياسية وعلى ضفاف الانهار وهم يشعرون بالسعادة والراحة ، ويبقى الثلث الباقي من البلاد نسعى للتغلب على المشاكل والصعوبات الموجودة فيه ، كما أن الاقتصاد العراقي متين ويزداد قوة ورصانة والعملة العراقية تقوى في ظل هذه الظروف ، أضافة الى الحريات التي نالها المواطن العراقي رغم الحديث عن هجرة ما يقارب المليونين عراقي الى خارج الوطن ، وعلى الرغم من ان هجرة اخواننا بسبب الظروف المعروفة تثير اسفنا وانزعاجنا ، ألا أننا نرى ذلك بسبب حرية السفر الموجودة الآن ، ولو كان صدام يسمح بالسفر للعراقيين متى ما أرادوا ، لهاجر عشرون مليون عراقي ، ولكنه سجن العراقيين في سجن كبير . أذن للوصول الى حقيقة ما يجري في العراق بشكل كامل ، يجب أن نذكر الايجابيات الى جانب السلبيات) .. وتلك امانة كبيرة برقاب رجال الاعلام وكتابنا الذين يحترقون حبا بالعراق ،والذين يعلنون نواياهم الصادقة من اجل نجاح المشروع الوطني الديمقراطي الدستوري بكل مميزاته ،واذا احرق نيرون روما هياما بها ،فنحن محاسبون امام الله والشعب ان نقول الصدق وان نفتح نوافذ الامل لابناء وادي الرافدين دون مجاملة او خشية من احد..وللحقيقة اقول ان قضيتنا ليست مجرد خصومة مع فلان او فلان ،او مع تيار او كتلة سياسية ،انما هي مع الذات اولا ومع منظومة سياسية واجتماعية لها جذورها في العمق العرابي والاقليمي ،ناهيك عن اثبات الوجود امام عالم متشابك الخطوط ومتصارع الابعاد ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المالكي
2007-07-22
مسؤول الجريدة التي كنت اكتبها لها طلب يوما ان نختار من صور الدمار والتفجيرات لتكون هدية مع كل عدد على شكل بوستر بهدف محاربة الارهاب كما قال . ولكنني اعترضت وطلبت ان نقلب الصورة ونحولها الى صور جميلة مشرقة من صور بلادنا . وكانت اول صورة لطفل بابتسامة بريئة . وطلبت نشر اعلان يحث الفنانين لتزويد الجريدة بتصاميم الفرح والاخوة والامل .وكانت الاستجابة جميلة ايضا . مثل استجابتنا اليوم لدعوة الاخ العزيز طالب الوحيلي .
صباح المالكي
2007-07-22
وهذا ما اكدنا عليه في كتابات سابقة في الصحف العراقية ونؤكد عليه اليوم بان القافلة تسير ودع الكلاب تنبح . فالواجب الوطني المنصف يدعوا الاقلام الى تناول كل ماهو جميل وما يحمل من امل وهي كثيرة . ونقلب الصورة ولا نغفلها حيث التركيز على صور القتل والدمار له مردودات سايكلوجية لتركيبة الشخصية وخاصة عند النشي الجديد فعليه ان نحاول في تقديم الصور المشرقة لمستقبل العراق ونسلط الاضواء عليها ولاننسى الظلمة وصناعها ولكن باسلوب حكيم لما للاعلام من ثاثير .
ام منتظر
2007-07-18
طيب الله انفاسك اخي الكريم طالب لقد احسنت صنعا والله بزرعك وردة في مزرعة الشوك التي زرعها اعداء العراق عبر اعلامهم المضلل والسلبي في كل شيء امانة في اعناقنا ان نزرع الامل في نفوس شعبنا المظلوم وان نكون منصفين في نقل الاخبار الايجابيات منها كما السلبيات واما بالنسبة لباقي الانظمة العربية او غيرها لو اردنا ان نذكر سلبياتها فحدث بلا حرج والله اعلم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك