المقالات

لمناسبة الإعلان عن أسبوع التضامن معه: الشيخ النمر...سيرة ومسيرة

1302 22:21:33 2014-06-08

نزار حيدر

عرفته مؤمنا ومجاهدا منذ نعومة أظفاره، يحبّ الخير لغيره كما يحبّه لنفسه، ويكره له ما يكره لها، يميل الى الجهاد ضد الطاغوت والعبودية واستغلال الانسان لأخيه الانسان، فكان يتحرّق قلبه ألما على مظلوم، كما تتحرق أُمٌّ على وليدها المأخوذ منها غصبا، وكان شعاره دائماً قول سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (ع) {هيهات منّا الذّلّة} فكان أبيّا يسترخص كل شيء من اجل كلمة الحق، ولا يبالي بعد ذلك أوقع على الموت ام وقع الموت عليه.
وعندما سمعته يصرخ بكلمة الحق بوجه نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، في خطب الجمعة التي كان يلقيها في بلدة العوّامية في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية، غير مبال بمخاطر فعله الثوري هذا، لم استغرب منه هذا الفعل الحسيني المسؤول، ولم تفاجئني مواقفه الحادة تلك، لانه كان يؤمن إيمانا مطلقا بان فعلا أمويّا تمارسه سلطات ال سعود ضد الشعب الأعزل، لا ينبغي ان يواجه الا بفعلٍ حسيني يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، ولذلك ابى الاستسلام للسلطات الظالمة، التي فشلت في اعتقاله الا وهو مضرّج بدمائه الطاهرة بعد مطاردة أمنية أطلق عليه خلالها جلاوزة النظام القبلي النار لتصيبه فيعتقلونه.
ان التضامن مع آية الله الشيخ نمر باقر النمر في الاسبوع الذي أعلنه (ائتلاف الحرية والعدالة) [( - ) حزيران] والذي تشترك فيه فصائل الحراك الثوري في البحرين والمنطقة الشرقية، هو تضامن مع العلم المهدور، لان النمر عالم من العلماء يشهد له بذلك خطبه وأحاديثه ومحاضراته، وجمهور كبير من العلماء والفقهاء.
كما انه تضامن مع الجهاد، فالنمر مجاهد من الطراز الاول، يشهد له بذلك مواقفه الثورية التي أعلنها في خطب الجمعة ضد نظام القبيلة الفاسد وفي عقر داره، كما يشهد له بذلك صبره الفريد وصموده العنيد في سجون الطغاة، من دون ان ينالوا من دينه وثوريته وعزيمته قيد أنملة، فأرادوا باعتقاله ان يهزموه فهزمهم بصبره وصموده.
كما انه تضامن مع الإيمان الذي يمثله النمر، سيرة ومسيرة استمرت لحد الان اكثر من أربعة عقود من الزمن تقريبا.
لقد تحوّل النمر اليوم الى سيرة يتكلم عنها الناس، والى مسيرة تُحتذى.
ان على أحرار العالم ان يعلنوا تضامنهم مع الشيخ النمر بأية وسيلة ممكنة، فهو رمز الجهاد ضد نظام القبيلة، ورمز النضال ضد الاستبداد والديكتاتورية والنظام الشمولي الذي يمثله نظام القبيلة، وكذلك ضد الذل والعبودية والتمييز الطائفي والطبقية السياسية التي قسّمت شعب الجزيرة العربية الى قسمين، حاكمون ومحكومون، أغنياء وفقراء، سادة وعبيد.
انه رمز الجهاد المرير لتحرير المرأة من الهوان الذي تعيشه في ظل نظام القبيلة، ورمز الجهاد لتحرير المال العام من التصرف به من قبل أسرة فاسدة وظّفته لملذّاتها الخاصة على حساب فقراء الشعب والطبقة المُعدَمة من المجتمع.

 

انه رمز الجهاد ضد العلاقات الدولية الفاسدة والظالمة التي تغضُّ النظر عن ظلامات الشعوب المقهورة وحقوق الانسان المسحوقة وكرامة الشعوب المهدورة من اجل الاستمرار في استدرار مصادر الطبيعة وعلى رأسها البترول عندما حوّلوا الشعوب الى أبقار حلوبة للحفاظ على مصالحهم الخاصة، من خلال دعم الأنظمة الديكتاتورية بكل أسباب الديمومة والبقاء، وهم ينظرون اليها كيف تسحق الانسان وحقوقه وكرامته في السجون، كما يجري اليوم للشيخ النمر، وثلة من المعتقلين السياسيين، من سجناء الرأي، فأين اذن، منظمات حقوق الانسان التي يرعاها ويديرها المجتمع الدولي الذي يسمي نفسه بالعالم المتحضر؟ أهذه هي الحضارة عندكم؟ الحرية لكم والعبودية لغيركم؟ السلام لشعوبكم والحروب لغيركم؟ الديمقراطية لمجتمعاتكم والاستبداد والديكتاتورية لغيركم؟ الحرية لكم والسجون والمعتقلات لغيركم؟ أهذا هو النموذج الذي تبشرون به شعوبنا؟ تبا لكم ولحضارتكم القاهرة التي تسحق كرامة الانسان بعجلات النظم الشمولية الديكتاتورية البوليسية التي تصنعها بارادتكم، كما هو الحال مع نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، الذي وظّف الفتوى الدينية والبترودولار والدعاية السوداء لقتل الناس الأبرياء في العراق وفي غيره من البلاد العربية والإسلامية.
ولكن، مهلا ًمهلا، فسينقلب السحر على الساحر، فانتظروا {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ}.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
واخيرا، أوجه خطابي هذا الى رفاق الدرب، وأقول:
قد نختلف في الوسيلة، الا اننا، بالتأكيد، نتّحد في الهدف، ولذلك أقول:
لا تتركوا النمر وحده، فجهادُه عزٌّ لكم جميعا وشرف للأمة، فإذا ظل وحيدا فسينتزع الطاغوت مخالبكم واسنانكم التي تصولون بها، واحدا بعد واحد، إن عاجلا ام آجلا، ولنا في التاريخ خير عبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك