المقالات

السياسة فن وذوق واخلاق

2111 00:51:23 2014-06-11

حيدر حسين سويري

وانا ارى حال السياسين اليوم والمسؤولين وتصريحاتهم من على شاشات القنوات الفضائية ، استغرب كثيرا كيف يعتبر هؤلاء انفسهم ساسة وهم لايفقهون شيئا عن السياسة او بالاحرى كلام السياسة ويخرجون لنا بكلام لاربط فيه ولا معنى واحيانا مضرته اكثر من نفعه هذا اذا كان هناك نفعاً في تصريحاتهم ...
استوقفتني حكاية ، حدثت معي ايام دراستي الجامعية ، ففي احدى المرات ، حيث كنت اركب الباص ( السيارة الكوستر) ، واقعد في المقعد الامامي ، الى جنب السائق ( علاوي ال .....) ، حيث احب الجلوس في هذا المكان لاطل على الشارع كاملا ، واستمتع بمشاهدة مايدور حولي عن قرب ، وكذلك لابقى مشدود الانتباه دائما ... كنا نسير على الخط السريع متجهين صوب (ساحة عنتر) ، فلاحت لنا لافته مكتوب عليها ( السياقة فن وذوق واخلاق ) ، وكنت على علاقة جيدة مع السواق (الله يذكرهم بالخير) حيث كنا نذهب يوميا سويا ونعود سويا ويكثر المزاح وتزداد(الميانه ) ، فاردت ان امازح (علاوي السايق) وقلت له : قرات اللافتة؟ ، فاجاب : " جا شمالني ما اقرا " ، فقلت له : " زين شمكتوب "؟ ، فاجاب : السياقة فن وذوق واخلاق ، فقلت له : " زين شنو معناها " ؟ ، فاجاب وهو يهز براسه فخورا بنفسه : " انا اكلك " ، اولا : فن ، " يعني اذا تعطلت عندي السيارة كون انا اعرف اصلحها ( جا شلون سايق ؟ بس كاعد ورى الاستيرن !!) " ، ثانيا : " كون من اطلع الصبح على باب الله ، اغسل السيارة وانظفها وارتبها واخليله معطر والمع الدشبول ، يعني من يجي الراكب يصعد ، كون يصعد مرتاح ( خو مو اعوفها وسخة؟! ، يعني ما عندي ذوق !! تقبلها عليه؟) " ، فقلت له : " لايمعود ما اقبلها ، كلك ذوق" وثالثا ؟ ، فقال : ثالثاً ، اخلاق ، " يعني من تسوق ، هذا شارع بيه السايق المضبوط ، وبيه نص ونص ، وبيه البعده جديد ، وبيه النايم ، وبيه الما منتبه ، .... وغيرهم وغيرهم ، المفروض انا أكون صاحب اخلاق وأتحمل هذوله كلهم ، ها شلوني ؟؟ الله عليك جوابي مو صحيح ؟؟ " ، فصفق جميع الركاب له وهم كلهم من طلبة كليات الادارة والقانون والتربية ، فقلت له : " لا عاب حلكك علاوي الورد هذا الحجي المعدل" .......
علاوي السايق ، على بساطته استطاع ان يفهم من هذه العبارة الشئ الكثير وحاول ان يطبقه على حياته العملية ، قد يكون لأجل نفسه ولكي لا ينتقد ، او لأجل الاخرين فهو فعلا صاحب فهم وذوق .....
فما بال سياسينا ومسؤولينا ( ليس الجميع قطعاً ) ، لايعرفون معنىً لهذه المقولة ؟؟!!
فلنطبق عليهم كلام (السايق علاوي) لاننا حولنا المقولة في العنوان من " السياقة " الى " السياسة " ، اولاً : فن ، اذا واجهتهم مشكلة ، فليس لديهم خطط لعلاجها ، وانما يلجأون دائما لخلق مبررات واعذار !! ، ثانياً : في لقاء مع السيد نايف سامر مسؤول التخطيط في وزارة التربية ، سألته المذيعة عن عدم زيادة رواتب المعلمين ، كون المستشارة الالمانية (على حد تعبيرها) رفضت مساواة القضاة والوزراء براتب المعلم وقالت لهم : لولا المعلم لما كنتم ...... فاجاب نصاً : " تردين اساوي راتب الوزير وي راتب عامل الطين " ؟؟!!!!! ، فقالت مستغربةً : قلت المعلم ولم اقل عامل الطين!! .. ونحن نستغرب ايضاً ، فأين الربط بالموضوع ؟!! بين المعلم وعامل الطين !!! ... ولمن اراد مشاهذة اللقاء كاملا فليدخل على اليوتيوب ....
ثالثاً : أخلاق : طل علينا وزير الكهرباء في الشهر التاسع من سنة 2013 قائلاً وموجهاً كلامه لاصحاب المولدات الديزل المناطقية والتي ساهمت بحل ازمة الكهرباء طيلت تلك الاعوام ولازالت ، حيث قال نصاً : " ان ازمة الكهرباء سوف تنتهي نهاية هذا العام ( ويقصد 2013) ، خلي اصحاب المولدات يبيعوها تفصيخ لو يشمروها خردة " ... ونقول : أهكذا يكون رد الجميل ومكافأة العمل الجيد ؟!!! ، أما كان من الاجدر به ان يقول ان الدولة تشكر جهودكم ، وسوف نقوم بتعويضكم في حال استقرار الكهرباء الوطنية وتوقف عمل مولداتكم ، اليس هذا هو الكلام السياسي الصحيح ؟!!!! ... وخصوصا وان الكهرباء لم تستقر لحد الان ونحن في الشهر السادس من عام 2014 ... 
واخيرا اقترح عليكم ان تجعلوا علاوي السايق الناطق الاعلامي بدلاً عنكم ، فهو افضل بكثير .....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك