بقلم : سامي جواد كاظم
منذ ان دخلت القوات الامريكية ومن معها الى العراق وهي لم تواجه ادنى مقاومة تذكر باستثناء الشتات في المحافظات الجنوبية واما المحافظات التي هي وكر للقاعدة ولكل الجماعات المسلحة الارهابية دخلها الامريكان بعد ان فاوضوا عشائرهم وعلى ماذا اتفقوا لااحد يعلم .
السنة التي قضاها بريمر في العراق كانت سنة تنظيم بعض الجماعات المسلحة في العراق ودورها في زعزعة الامن والسياسة في العراق ولا ابالغ ان قلت بعض هذه الجماعات تشكلت بعلم بريمر وهي بحد ذاتها التي اتفقت مع القوات الامريكية الان وتم تسليحها لمعرفة مسبقة قام بها سفيرها في العراق انذاك زلماي خليل زادة وبعلم بريمر واما ما هي الادلة على ذلك فهي ما تبوح به الصحف الامريكية اليوم من اخبار والتي مصدرها اجهزة المخابرات الامريكية فاغلب الصحف الامريكية تكون اخبارها مستقاة من المخابرات الامريكية .
وعملت هذه الجماعات السنية المسلحة بعد رحيل بريمر مع تنظيم القاعدة لضرب القوات الامريكية بعد ما تلكأت امريكا بالتزاماتها اتجاه العشائر السنية التي فاوضته من اجل السلطة فاخلفت باجرائها للانتخابات والتي اظهرت حجم الاحزاب الشيعية على الساحة العراقية وهذا ما لا يتفق ومبتغاهم اي الجماعات المسلحة السنية وعشائرها والامريكان معا ، عندها اتفقت هذه الجماعات على ضرب الامريكان والشيعة معا ، فكانت دائما وابدا تكرر يجب قتل الشيعة لتعاملهم مع الاحتلال الامريكي وكم من مترجم مسكين لقى حتفه وكم من مقاول وكم من عامل وكم وكم ... كلها تحت ذريعة التعامل مع الاحتلال .
اما من الجانب الشيعي فكثيرا ما حذر الساسة والمراجع الشيعة الاخوة السنة من التعامل مع القاعدة وقالوا لهم تعالوا لنضع اليد باليد والعمل سياسيا على طرد الاحتلال الا انهم رفضوا كل الدعوات الموجهة لهم وقالوا لهم الشيعة ان الارهاب لا دين له وان القاعدة ستفتك وتغدر بكم ولا اذن سنية صاغية الى ذلك باستثناء الطيبين منهم وعلى سبيل المثال لا الحصر الشهيد الشيخ فصال الكعود .
وشاءت الاقدار ان تتضح امام اعين هذه الجماعات السنية المسلحة اساليب ونوايا القاعدة الخبيثة ونحن على علم ما فعلوا في الانبار والفلوجة الا انا لا نذكرها خجلا والما لان المتضرر يبقى عراقي ومسلم من اعمال القاعدة الخسيسة واللااخلاقية حتى قال الشيخ حميد الهايس من الانبار عن الفترة التي كانوا يتعامل بها الجماعات المسلحة السنية مع القاعدة انها وصمة عار في تاريخ الانبار ، ولكن طالما ان هنالك شيوخ وابناء عشائر بررة لا يقبلون بالظلم والاستهتار فقد شمرت عن ساعدها وطردوا القاعدة من ديارهم ، حيث علموا ان اكاذيب القاعدة انطوت عليهم ، واخيرا ما حصل في العامرية لهو خير دليل على ذلك ، لكن هنا النقطة التي تستحق الوقفة ، بين ليل وضحاها كيف منحت القوات الامريكية الثقة للجماعات السنية المسلحة وجهزتها بالسلاح وكيف ضمنت ان هذه الاسلحة سوف لم توجه اليهم ولم تقتل الا القاعدة ؟! جواب هذه الاسئلة هي الادلة على وجود معرفة مسبقة وعلاقة وطيدة بين هذه الجماعات والقوات الامريكية .
الاتفاق المبرم بين القوات الامريكية والجماعات السنية المسلحة هو انه لا حكم للشيعة والادلة على ذلك لا تعد ولا تحصى ومنها :اولا : الم يقاتل الجيش العراقي والشرطة الوطنية القاعدة على مر السنين الماضية فلماذا لم يتم تجهيزهم بالسلاح المتطور الذي يفوق سلاح الارهابيين ؟!!ثانيا : من المؤكد ان الاسلحة المجهزة للجماعات المسلحة تفوق الاسلحة الخفيفة والقاذفات والـ بي كي سي وهذه الاسلحة هي نفسها لدى القوات المسلحة العراقية اذن تجهيز الجماعات المسلحة باسلحة تفوق سلاح الجيش ثالثا : كثير ن العمليات الارهابية التي تواجه القوات المسلحةالعراقية في الانبار والعامرية وبعقوبة على مسمع ومرأى من القوات الامريكية ولم تتدخل في ذلك رابعا : قامت القوات الامريكية بتجهيز جماعة مسلحة بالاسلحة والملابس العسكرية العراقية في ديالى فقامت هذه الجماعة الارهابية بعملية ابادة اكثر من ( 25 ) شيعي في منطقة الدويلية في ديالى وامام عيون الاحتلال خامسا : بعد انتهاء المهمة هل سيسترجع الامريكان سلاحهم الممنوح لهذه الجماعات المسلحة ؟!وما هو الضمان لذلك ؟!سادسا : المصالحة التي خفت بريقها الان كثيرا ما اكدت عليها القوات الامريكية الا ان بعد مرور شهر من اعلانها في حزيران السنة الماضية قال المالكي في البرلمان العراقي عن هذه المصالحة انها سوف لم تنجح ما لم يعترف كل طرف بالاخر اذن الشيعة من وجهة الطرف الثاني انهم لا اعتبار لهم ولا حق لهم التفاوض والمصالحة سابعا : كثير جدا من العراقيين شاهدوا بام اعينهم عمليات ارهابية من اغتيال وزرع عبوات وتفجير سيارات قامت بها القوات الامريكية بل حتى الكتابة على الجدران وتوزيع المناشير المحرضة على القتل والتهجير ، كل هذا قامت به القوات الامريكية بالتعاون مع الجماعات المسلحة السنية ، ولكن لا وجود لجهة معينة قوية ومستقلة ونافذة المفعول يلجأ اليها العراقيون لغرض تقديم ملايين الشكاوي بصدد ذلك ، ملاحظة مهمة هنا ان سيارات الهمر وغيرها المستخدمة من قبل القوات الامريكية لا تحمل لوحة ارقام تعريفية حتى نستطيع تدوين ذلك لاثبات الجرم .ثامنا : ظهر وعلى الملأ اكثر من تصريح لاكثر من مسؤول سني مسلح او شيخ عشيرة من الصحوة يقول ان الامريكان ليسوا اعدائنا بل هم اصدقائنا واعدائنا هم ايران وجيش المهدي وهذا يحمل ما يحمل من معاني في طياته لا تعبر على القاريء اللبيب .تاسعا : كان الشيعة متأمرين ومتواطئين وعملاء مع الامريكان ويجب قتلهم هذا ما اعلن في اكثر من خبر وتصريح نشر من على مواقع الانترنيت بلسان الجماعات المسلحة التي تتعاون الان مع الامريكان في قتل الشيعة تحديدا ، اين فتواكم القديمة وماذا حل بها ام ان النوايا اختلفت الان عما كانت عليه سابقا .
انا لا اعتقد هنالك اختلاف في النوايا ولكن ملخص الامر ان الجماعات المسلحة تعاونت مع القاعدة وصدقت اكاذيبهم التي تزعم انها ستقتل الشيعة وتطرد الامريكان وترجع السلطة لهم ، ولكن بعد برهة من الزمن وبعد ان فاحت الرائحة الكريهة للقاعدة غيّر المسلحين السنة ولائهم من القاعدة الى الامريكان في ضرب القاعدة والشيعة معا بدلا مما كانوا عليه سابقا ، فهل سيفي الامريكان بوعودهم للجماعات المسلحة ام ان لهم راي اخر .
لا يفوتني ان اذكر ان القوات الامريكية هي التي اقرت هيئة اجتثاث البعث بامر من بريمر وهي التي الان تطالب بالغاء هذه الهيئة لان سبب اقرارها قد تحقق من تكوين مليشيات مسلحة ارهابية من جلاوزة النظام السابق والان تريد اشراك هذه المليشيات بحجة المصالحة والغاء الاجتثاث . كل ما كتبته اعلاه من الاعيب لا تنطوي على ابسط العراقيين الا انه لا حول ولا قوة له على ذلك الا امر الله فيهم فكما سلط الله الظلمة الامريكان على الظالم صدام فله في خلقه امر وسيسلط من يقهر هؤلاء الجمع الظالم .
https://telegram.me/buratha
