محمد حسن الساعدي
نحن على يقين تماماً من قدرة جيشنا البطل في الدفاع عن الوطن والشعب ، ومنذ ولادته في العشرينات من القرن المنصرم ، وله تاريخ مشرف في التصدي والدفاع عن الوطن أمام الكثير من غزوات المستعمرين الأجانب، وعلى الرغم من زج صدام به بحروباً مدفوعة الثمن من دول الخليج وأمريكا إلا انه ظل ذلك الجيش الذي غيّر مجرى التاريخ العراقي لأكثر من مرة .
ما حدث في الموصل ليس أمراً عسكرياً او هروباً من معركة حتى يمكن ان نقول ان جيشنا ذي التاريخ الكبير انهزم ،إلا أن ما حصل هي خيانة سياسية اشترك فيها الجميع من اجل تحطيم معنويات هذا الجيش ، وأبعاده عن المواجهة مع جرذان الإرهاب الوهابي المدعوم بقوة من السعودية وتركيا وربما بغطاء أجنبي ،خصوصاً في ظل ما تحقق من تقدم وان كان بطيئاً في محاربة الإرهاب في كل مكان من وطننا الحبيب .
ما حصل نتيجة طبيعية لفرار القادة الميدانيين ، ويبدو من خلال الأخبار انهم انسحبوا بناءً على توجيهات أرسلت لهم من جهات عليا ، وهذا يدخلنا في الكثير من علامات الاستفهام ، ويثير فينا التساؤل يا ترى ماذا حصل في الموصل ؟!
عندما نتابع الأخبار والتقارير التي تبثها القنوات الفضائية وتغطيتها لانسحاب الجيش ، وما ورد من أحاديث لبعض منتسبي الفرق والألوية في الموصل نقف على حقيقة ان الوضع هناك فيه الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات حول كيفية انسحاب هذه القطعات أمام جيوب الإرهابيين من "داعش" وان كنت أشك في ذلك ،،، فما ورد من تقارير لايعكس ان الإرهاب الوهابي كان له أداة في ذلك . نعم ربما هناك بعض عناصر الإرهاب معهم الذين انسحبوا من القتال في سوريا وانضموا للقتال في العراق ، إذن من كان يقاتل في الموصل ؟!
الصور والتقارير ، وكيفية استقبال بعض الأهالي لهؤلاء المرتزقة نجد ان هذه العناصر هي كانت متحصنة في الداخل الموصلي ، مع وجود حواضن جيدة لهم ، فما كان الا ان خرجت هذه المجاميع الإرهابية من جحورها وتبدأ الانتشار من جديد في مدن واقضيه الموصل مع وجود البعثيين السابقين ، وضباط الجيش السابق والأمن والمخابرات وفدائيي صدام ،وتسليم المحافظة الى ضابط في الجيش العراقي السابق برتبة لواء ، وما تلاه من التحرك بسرعة نحو كركوك وصلاح الدين في آن واحد ، كان يثير الكثير من التساؤلات لماذا كركوك بالذات ، خصوصا ونحن نعلم جيداً انها من المحافظات المتنازع عليها مع المركز ؟!
إذن مع كل هذه المعطيات على الأرض نستطيع ان نقف على مجموعة من النقاط الرئيسية والمهمة في عملية الموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى
:-
1) هناك امر صدر الى القادة الميدانيين هناك بالانسحاب من مناطق مسك الأرض ، وهذا ما جعل قادة الجيش هناك الهروب الى أربيل ، ومن ثم بطائرة إقلتهم الى بغداد .
2) اعتقد ان الموصل جاءت بعد الانبار ، وهذا الامر جعل التحالف "الارهابعثي" يكون سريعا في التحرك ،خصوصاً مع وجود الحواضن .
3) ربما دخلت القوات الكردية على الخط ، اثار علامات الاستفهام ، ولماذا تحركت على كركوك ، ولم تتحرك على الموصل لمساعدة الجيش العراقي ، ومحاولة لملمة صفوفه من جديد ، وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباري في ذلك ، بل اكتفت قوات البيشمركة الانتشار في المناطق المتنازع عليها دون سواها، مع ورود تقارير ان هذه القوات دعت الأهالي الى نهب المعسكرات ، والمعدات العسكرية في المناطق التي سيطرت عليها ؟! .
4) الشيء الأهم من هذا كله ، ان الحرب في سوريا بدأت تهدا شيئا فشيئا ، وفتح جبهة اخرى في الموصل ،وباقي المحافظات المتوترة أصلاً .
5) التأثير الإقليمي كان موجوداً من خلال الدعم والتدريب الاستثنائي لهذه الجيوب الإرهابية ، والتي يبدو قد وضع خارطة طريق لتحركها ، وتحريكها وفق هذه الخريطة " الانبار ، والموصل شمالاً ، وصلاح الدين جنوباً ، وتهديد ديالى شرقاً .
اعتقد بقراءة مجردة ان الامر كان مفتعل تماماً ، واغلب الشارع العراقي يقرا ان هناك امر دبر بليل ، ومحاولة تدمير الجيش العراقي ، وتحطيم معنوياته من خلال بث الرعب والخوف امام مجاميع ارهابية لا تتجاوز 3000 عنصر من التحالف الإرهابي - البعثي امام اكثر من 60000 الف مقاتل من الجيش العراقي والشرطة ، بمعدات تقدر بأكثر من ملياري ونصف المليار دولار من أسلحة ثقيلة ودبابات ومدافع وطائرات وغيرها من معدات كبيرة ومتنوعة .
الأكثر غرابة في كل هذا هو الدعوة لإعادة هيكلة الجيش العراقي في ظل هذه الظروف الغاية في الخطورة ، التي يمر بها بلدنا العزيز ، وشعبنا المقهور ، وبدل ان نسعى تقويته ،ندعو البرلمان المنتهية ولايته ان يهيكل الجيش بعد انسحابه في الموصل ، مع ان ما جرى ليس هزيمة عسكرية بقدر ما هو تآمر سياسي على هذا الجيش ، اشترك فيه اصحاب الخيوط المتنفذة في الشأن العراقي ، لمحاولة الضغط من جهة ورسم خارطة جديدة للعراق من جهة اخرى .
https://telegram.me/buratha