المقالات

السيد السيستاني أيقظ النائمين ؟!

1581 01:26:02 2014-06-18

محمد حسن الساعدي

في تقرير استخباري غربي مستعجل وصل الى الحكومة العراقية يحذّر من ان تنظيم "داعش" يستعد للانقضاض على نينوى اذ ان مثل هذه التقارير تذهب مباشرة الى رئيس الوزراء ، الذي يختصر الدولة في مكتبه، فهو القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية ووزير الدفاع ووزير الدولة لشؤون الأمن القومي، وهو المشرف على المخابرات وعلى جهاز مكافحة الإرهاب وكل الفروع الأمنية الاخرى مرتبطة ارتباطاً مباشراً بمكتبه .
هذا التقرير كان جرس الإنذار للحكومة العراقية في التحرك للوقوف بوجه التحالف " البعثوهابي" والذي نجح في بسط سيطرته الكلية على الموصل واقضيتها ونواحيها ، في خطوة وصفها اغلب المحللون ، والعسكريين الاستراتيجيين بأنها أسوء حالة حصلت في العراق ، وهي تعكس ليس فقط انهيار محافظة او اثنان ،بل هو انهيار للدولة العراقية بكاملها ، لما تمثله هذه المحافظة من عمق ستراتيجي كونها تربط الشمال بالجنوب ، وهي محطة مهمة للاتصال الاقتصادي مع تركيا، ناهيك عن العلاقة والرابط بين العراق وسوريا . 
لايمكن باي حال من الأحوال ان نسمي ما حصل فشلا عسكرياً، لانه لم تحصل اي مواجهة مع الجيش العراقي المرابط هناك ، والذي يملك من العدة والعدد ما يفوق قدرات بعض الدول المجاورة . 
في نيسان الماضي اعلنت واشنطن عن تقديم مساعدات عسكرية طارئة ليش العراقي لمعركة الأنبار هي مليون قذيفة وسبعة آلاف نوع من الاسلحة بينها صواريخ "هيل فاير"، وأنها ستسلم العراق طائرة "اباتشي" ومقاتلات "ف "، وانها زوّدته خرائط تفصيلية عن اماكن وجود عناصر "داعش"، وقد تسلّمه طائرات "الدرون" لدعمه في معركة عصابات سيطرت على الانبار دون اي مقاومة عسكرية تذكر كذلك . 
الشيء الغريب والحمير انه جرى تسليم نينوى من دون قتال الى"داعش" كما انها استولت على مخازن السلاح والآليات وبينها طائرات هليكوبتر وبدأت بنقل الذخائر لدعم معركتها في سوريا، والذي يمثل امتداد لدولتها المزعومة " دولة العراق والشام " . 
الغريب في الامر ان الجيش العراقي الذي يبلغ تعداده مليون وربع المليون إمام "داعش" التي لا تمتلك سوى عشرات الآلاف، ، لهذا لا يمكن العاقل ان يصدق هذه القصة والمؤامرة على الجيش العراقي خصوصاً ، وعلى العراق عموما حين يرى
ان ما يجري هو بداية تنفيذ "دومينو" التقسيم في المنطقة، اذ الناظر بدقة يرى من مصلحة من دخول القوات الكردية الى كركوك ، وتصريحهم بعدم تسليمها المركز. 
اعتقد وفق كل القراءات والتحليلات وبما لا يقبل الشك ان المخطط كبير وخطير ، وتم بين قوى كردية وسياسية اخرى من اجل التقسيم الطائفي ، وتسليم كركوك بطبق من ذهب الى الأكراد . 
الفتوى الاخيرة لزعيم الطائفة الامام السيد السيستاني كانت غاية في الخطورة ، بل لم نكن نتوقع ان يكون فتواه بهذه القوى ، وهذا يدل على ان الحدث اكبر وأخطر ، لهذا فتوى سماحته أيقظت الجميع من سبات كانوا فيه ، وضمائر مخدرة بالدولارات ، والسهرات ، والأمسيات في عمان او دبي او لندن ، وهذه الفتوى استطيع ان أصفها ، كحلبة المصارعة ، فالعراق ذلك المنافس الذي ضرب حتى سقط على الارض ، وجاءت هذه الفتوى لتعيد الأمل في هذا المنافس ،ليقوم وينهض من جديد ، ويثبت للعالم ويقول اسف ،،،،، انني موجود .
لم تكن فتواه طائفية ،بل هي نادت بالجميع ، ومن اجل الجميع ، بلا اي تمييز بين السني والشيعي ، وهي امتداد لمقولته الكبيرة "لا تقولوا إخواننا،بل قولوا أنفسنا" ، وهذا يؤكد ان فتواه الكبيرة " الجهاد الكفائي " أسقطت الأقنعة ، وكشفت العورات ،، وبان حجم كل سياسي ، وقيمته الحقيقة ، فيا ترى هل مازال السياسيون في منازلهم في المنطقة الخضراء ان انهم خرجوا ليقاتلوا بشرفا مع ابناء بلدهم الذي ملئ كروشهم بخيراته وأمواله ، ام انهم هربوا ، وهربّوا عوائلهم الى اقليم كردستان ، خوفا من دخول داعش الى الخضراء ، وتحويلها الى صحراء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك