هادي ندا المالكي
تسارعت الأحداث واختلطت الأوراق في العراق خلال الأيام الماضية بدرجة غريبة ومريبة بعد خيانة الموصل وانسحاب القوات الأمنية التي كانت تتواجد هناك الى مناطق خلفية وأمامية ووصول القتلة والارهابيين الى هذه المحافظة الغالية معبأين بحقد التاريخ وجهل القرون المظلمة تجمعهم رغبة الانتقام والعودة الى الماضي بكل قبحه وجرائمه دون ان يدركوا ان مثل هذه الاحلام امر مستحيل في بلد يعيش من اجل المستقبل ومن اجل الانسانية.
ولان الموصل مدينة عراقية اصيلة ولان اهلها جزء من الشعب العراقي الغيور ولانها قطعة جميلة من جسد العراق الابي تكالبتها ايدي القتلة والمجرمين متخذين منها ملجا ومؤوى ومنطلق للاعتداء والتجاوز على العراق وشعبه ومقدساته فكان لا بد من وقفة شجاعة تعيد الامور الى نصابها وتوقف مهازل التخاذل والخيانة وتعيد روح الاقدام والعزيمة وترعب القتلة والمجرمين من الدواعش والبعثيين القتلة فكان ان افتت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف فتواها التي سيخلدها التاريخ كما خلد المواقف العظيمة التي حفظت الامم والشعوب بوجوب الدفاع الكفائي عن كل العراق ارضا وشعبا ومقدسات.
ان فتوى الامام الكبير السيستاني بالدفاع عن العراق انطلقت من دوافعها الانسانية والاخلاقية والوطنية ولم تنطلق من دوافع طائفية كما يروج له المرعوبون والطائفيين والقتلة والمجرمين والدواعش بدليل ان فتوى الجهاد الكفائي لم تختص بالشيعة لان الموصل واهلها من السنة وليس فيها من مقدسات الشيعة ما يخاف منه عليها حد اصدار الفتوى ولو طبق هذا المبدا لكانت أطلقت هذه الفتوى يوم تعرضت قبة الامامين العسكريين في سامراء الى التفخيخ والتفجير على ايدي النواصب والتكفيريين وايتام البعث.
ان فتوى الامام السيستاني جاءت لحفظ العراق من فتاوى الظلام والقرون المتاخرة وجاءت لحفظ شعب العراق ومقدسات العراق من ان تتعرض للطمس والتشوية والاعتداء من قبل خفافيش الظلام الذين تحركهم غرائزهم الحيوانية واحقادهم الطائفية وجهلهم المركب.
ان فتوى المرجعية الدينية العليا اوقفت زحف الظلام واعادة حقيقة شمس العراق الى توهجها وأظهرت معدن الرجال الشرفاء الاصلاء وشجاعتهم بعد ان حاول اشباه الرجال من المخنثين والاوباش الاساءة الى سمعة احفاد علي فكان ان تفجرت حمية الرجال وغيرة الابطال ونخوة شعب الحسين.
سيكون العراق مقبرة حقيقية للدواعش والبعثيين والارهابيين لان معادلة القيم والرجولة التي تقدرها المرجعية الدينية وتحافظ عليها لا تسمح للقطاء وابناء الزنا والاوباش من العيش او التنفس في العراق لان ارضه وشمسه ورياحه حرام على مثل هذه المخلوقات القذرة.
https://telegram.me/buratha