أثير الشرع
داعش, بعثيون, مهمشون, عاطلين عن العمل, منتفعون, قادة فاشلين, معارضين, منفذوا أجندات خارجية, هؤلاء إئتلفوا وشكلوا جبهة واحدة, محاولين تنفيذ مخططاتهم وتجديداً لفكر البعث المنحل.
ما حصل مؤخراً, لم تكن أزمة عسكرية أو إنقلاباً عسكرياً؛ بل أزمة سياسية كانت نتاج سياسة خاطئة زائداً تهميش وأقصاء وعدم إستطاعة إحتواء المختلفين بالرأي والعقيدة, إن الشعور بالأقصاء والتهميش, الذي توّلد عند أغلب السياسيين السنة وبعض السياسيين الشيعة, جعل بعضهم يلجأ الى دول الجوار وأبعد من ذلك, لمساعدتهم وتدويل قضية داخلية, قد لا يعلمون مدى عواقبها كما يعلمون, الأجر الذي سيتقاضونه جراء خيانتهم.
(الفاس وكع بالراس)! أن ما حصل كان نِتاج تخطيطٍ تظافرت عليه عوامل عِدة, وكان من الممكن تداركها وإخمادها قبل وقوعها, وكان الأجدر الإنتباه الى ما يحدث خلف الكواليس؛ بدلاً عن التجاذبات والمهاترات والإتهامات التي أوصلت العراق الى ما لا يُحمد عقباه, فداعش, جسر لتمرير مخطط ليس إلا.
أصبحت أغلب المحافظات العراقية, ساحة حرب ومركز تدريب, بعد الفتوى الرشيدة التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني, بوجوب مقاتلة القادمين من خلف الحدود, (داعش) ومن أعطاهم الولاية من البعثيين والصداميين ........الخ, وقد وَضَعتْ هذه الفتوى؛ النقاط على الحروف, فلا حل غير المواجهة والتصدي لأعداء العراق والعراقيين, القادمينَ قاصدينَ, تفكيك اللحمة الوطنية, وتغيير خارطة العراق الإدارية, وجعله دويلات حسب الدين والمذهب, الجهاد الكفائي, وصفه بعض النقاد بأنه عبارة عن عسكرة المجتمع, وقد يجهل المنتقدون معنى "الجهاد الكفائي" ولماذا أعطت المرجعية الرشيدة, هذه الفتوى في هذا الوقت بالذات, وإن آخر فتاوى المرجعية الدينية, كانت عام 1920.
إن المرحلة الراهنة خطيرة جداً ووجب على جميع أبناء العراق, حمل السلاح والدفاع عن وجودهم, قبل فوات الأوان, لأن نيّة الأعداء القادمون من خلف الحدود؛ القتل الجماعي وإغتصاب الأرض والعرض, أفرزت الأحداث الأخيرة, القادة الحقيقيين الذين ينفذون مشروعاً وطنياً, وإنشاء دولة قوية, من أشباه القادة الذين فضحتهم هذه الأحداث وفضحت خيانتهم, وعجزهم عن إيجاد الحلول المناسبة للأزمات الداخلية والخارجية.
على جميع السياسيين الأعتراف بحجم المخاطر التي تحدق بالعراق, وإذا ما تم الإبتعاد وتغاضي التفاهمات والحوارات الناجحة, ما بين قادة المكونات والتيارات, فالحل الأمثل هو : القبول بالأمر الواقع وليعلن جميع المتخاصمين وبشجاعة, القبول بمخطط (تقسيم العراق) الى دويلات وكونفيدراليات, وليكن ذلك الحل الأسلم بسبب؛ فشل تحقيق الوفاق الوطني, وتفكك اللحمة الوطنية, لقد فشلت الحكومة بإصدار هوية وطنية تؤشر الأنتماء الحقيقي للبلد, وما حصل أخيراً يوحي على سقوط الهوية وإستحالة التعايش السلمي بين المكونات.
https://telegram.me/buratha