المقالات

كان هنا عراق..!

1314 2014-06-25

محمد الحسن

بين تلك الجبال وهذا البحر, كان ثمة وطن واحد؛ أسمه عراق..ليس هنا فقط؛ بل يشمل غرباً واسعاً, وشرقاً جميلاً..وطن, تتجول بين ربوعه دون أوراق مختلفة؛ اللهجة وحدها كافية لإثبات الإنتماء, فضلاً عن العادات المشتركة..!
الآن, وبعد أن إستسلمنا خلف هذه الأسوار الشاهقة, لا يستطيع أحد الإعتراض على قسمة القدر!..وما القدر, سوى حماقة نرتكبها في لحظة طيش عارمة؟!
لحظة تفاعلنا معها, بيد إننا لم نصنعها؛ بل الملثمون القادمون من خلف الحدود السابقة, دخلوا بغلفة, كان بعضنا منشغلاً بكيفية الظفر بأربعِ سنوات قادمة, فإنشغل الوطن كله بمن سيحكم؟!..بينما العدو يعد العدة لسرقة كل سنواتنا الآتية..تصوروا, بعد كل هذه العقود, تبيّن إننا أضعنا تاريخنا من أجلِ أربع سنوات فقط!..هم الحمقى, أم نحن؟! 
ضاع الحكم, ومات الحكام..لم يركن أحد لصوتٍ هادئ, يبعث الطمأنينة بالنفوس, فسار بعضنا, عامداً, خلف أولئك الملثمون..صارخاً بإعلى صوته: لا نريد الحياة, نريد رؤية الأزقة مخططة بالأحمر!.. وماذا بعد؟! 
ليت المشهد إنتهى بالجولة الأولى, فقد علا صوت الجنون, ونثرنا أرضنا بالبارود والرصاص؛ فكان حصادنا قيحاً, وزقوماً..من يدافع عن أرضه صار يختبأ, والغرباء يجولون, يغتصبون, ولا من معين..!
الجبناء, خانوا مع الخونة, والخونة لم يهنأوا بإثمان الخيانة..وثلة النجباء الباكية على أرض ذلك الوطن, قدمت الدم في سبيله..وليت المشهد إنتهى..!
تكاثرت الأشلاء, تلونت الدروب بحمرة الدم المسفوح, وأمتلأت الأنهر بجدائل العاشقات البريئات..آهات يحبسها الزمن, قد تجد بعضها في مفارق البياض الذي غزا رأسي, أو بين تجاعيد الحروب التائهة بين ملامحي, لكن آهاتنا باقية, فكيف أضعنا وطن؟! ألم تكن العقول عامرة؟ الأفواه, ما الذي أخرسها؟!
بعد كل هذا الزمن, تريدني أن أبتسم؟!..ذهبوا جميعاً, وها أنا أنتظر دوري للحاق بذلك الجيل الذي ما جلب سوى العار, ولم يزل السؤال الباحث عن إجابة شافية: هل حقق المسببون غاياتهم؟! رأيتهم يموتون واحداً تلو الآخر, ولم أرهم ينالوا قسطاً من المجد المنشود..والباحثون (إدعاءً) عن الكرامة, أين أجد مقابرهم اليوم لإحقرها؟! فأين الكرامة المقروضة بمناشير التقسيم؟!
الشيء المفرح؛ إن النهرين ما أستجابا للتقسيم, فلم يكن الفرات سوى فراتاً, وما أصبحت دجلة إلا قرينة لفراتها..آه, لو تسنن الفرات, أو تشيعت دجلة, لصار للحكاية نكهة أخرى..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك