المقالات

الفتاوى..و التطرف الديني

1338 20:38:00 2007-07-23

( بقلم : حبيب النايف )

تلعب الفتاوى دورا اساسيا في توجيه الافراد الذين يؤمنون بها ويتحركون وفق ماتقتضـــــــــيه نصوصها وذلك لايمانهم العميق بدورها وما يمثلون المشايخ ورجال الدين بالنسبة لهم لارســـاء دعائم الطريق الصحيح الذي يسلكونه لذا نراهم يختاروا السبل الملائمة لايصال ما يريدون وفق منطلقاتهم الفكرية والدينية لكي يجعلوا من هؤلاء الاشخاص اداة مطاعة بايديهم يتم اعدادهـــم و تهيئتهم وفق اسس خاصة ليلعبوا دورا كبيرا في تنفيذ ما يريدون وبالتالي الوصول لمبتغاهم الذي من اجله انفقوا الاموال ووفروا الدعاة واقاموا المدارس الدينية ليهيئوا الاجواء المادية والنفسية لقاعدتهم الذين يمارسون من خلالها دورهم هذا .

ان الفتاوى مهما كان تاثيرها سواء كان شديد او بشكل اخف وطأ فانها تعتمد على طريقة التوجيه التي تصدر من ( الداعية –المفكر الاسلامي –الفقيه ) وفق مايؤمن به من مبادى الشريـــــــــــعة وطريقة التفسير التي يعتمدها والتي تجعل منه يميل الى الاعتدال والشفافية تبعا للظـــــــــــروف والحالات التي يمر بها حيث نرى كثير منهم لكي يحافظ على الاخرين وعدم اثارتهم فانه يلجـــأ الى التهدئة وعدم الخوض في امور يمكن تجنبـــــها في الوقت الحاضر في حين نرى اخريـــــن يدفعون بالاتجاه المعاكس من خلال التضليل ونقل صور مخالفة لما يجري لإثارة مشاعر الآخرين وتحفيزها وبالتالي دفعها للانفجار مما يعطي انطباع سلبي يقود الى هياج اعمي يروح ضحيته الأبرياء .مما تقدم من اجل أن تكون الفتاوى ذات جدوى فعليها أن تؤخذ بنظر الاعتبار ..

1) أن تكون مقيدة بالتعاليم التي تسيرها وفق مبادئها وبالتالي بعيدة عن كل مايثير الآخرين ويحرضهم للقيام بعمل ما .2) ان تتعامل مع الواقع ومعطياته بروح موضوعية يسودها الاعتدال والتسامح لاتخاذ الامور بمنظارها المجرد بعيدا عن الأهداف الشرعية الحقيقية .3) ان تنظر لما يجري بجدية صريحة وصادقة وتزن الأهداف بدقة متناهية ولا تتعامل مع الحالة بسطحية وهامشية مما يجعلها تقع في التسرع لدفع الأمور للسير لمناحي خطيرة لاندفاع الناس خلف هذه الفتاوى لإيمانهم بان كل مايصدر وخاصة في الأمور الدينية وبالذات في مناطقنا الإسلامية يأخذ طابع الطاعة والولاء .4) ان تكون الجهات التي تصدر الفتاوى لها من الشرعية ما يؤهلها للقيام بهذه المهمة الخطرة وذلك لارتباطها بحياة المجتمع .

لذا يمكن ان تكون الفتوى عامل مساعد لاستقرار الوضع من خلال السيطرة على الاختلافات والحالات المستجدة التي تساعد على تأزمه ودفعه الى الهدوء وفق المبادئ السامية التي نادى بها الإسلام .والتي توكد على المودة والتآخي بين المواطنين وتحرم ما من شانه الاساءه لهذة المبادىء وكذلك التاكيد على نبذ العنف والتطرف والتعامل مع الاخر وفق ما تقتفيه الشرائع السماوية والتعاليم النبوية الكريمة حتى لانفسح المجال لكل من غلظت قلوبهم وعمت بصائرهم الضغائن وسيطرت عليهم سطوة المال وشهوة الانتقام من التحكم في مصائر الناس وجعلهم يتحولوا الى دعاة يحرموا ما يحلوا لهم ويضفوا طابع الحلال على ما يعتقدوه يخدم مصالحهم ويسيرها بالاتجاه الذي رسموها لهم بعيدا عن كل قيم السماء وتعاليمه القدسية لانهم ارادوا ان يجعلوا من تلك الافكار الظلامية التي امنوا بها وتربوا عليها في صومعاتهم الخاصة والاقبية المظلمة دليلهم في العمل مستغلين بذلك مجاميع ظالة ضيعها الفقر والجوع وارادت ان تجد لها متنفس تتمكن من خلاله الترويح عن متاعبها وماتعاني منه فالتجئوا لهؤلاء المتطرفين ليجعلوا منهم وقود لنار متقدة لايمكن اطفائها الا بالتوعية لهؤلاء والاخذ بايديهم وتاهيلهم وتهياتهم للدخول في حياة المجتمع الصحيحة بعد مساهمتهم الفاعلة مع الاخرين وتفهم الدور الايجابي الذي يجب ان يقوموا به حتى يتمكنوا من وضع الاساس الصحيح للتطور الثقافي والاجتماعي والسياسي .

الفتاوى ....والاعلام ان للاعلام دورا في ترويج الفتوى وايصالها الى اكبر عدد ممكن من الناس من خلال بعـــــض الفضائيات التي اخذت على عاتقها نشر الافكار الارهابية والمتطرفة وذلك بعرضــــــــها للافلام الخاصة بقطع الرؤؤس وعمليات القتل الجماعي كما تقوم باجراء لقاءات باشخاص يروجوا لتلك الافكار وقراءة البيانات والفتاوى الخاصة لتسويق تلك الافكار واظهار هؤلاء بمظهر المجاهدين كما تشارك بعض الفضائيات في العمليات الارهابية باعتبارها الناطقة باسمهم لذا نرى قســم من مراسليها قد تم اعتقالهم او طردهم من مناطق معينة لتورطهم في مساعـــــــــدة تلك الحركات او الانتماء اليها .

الفتاوى ..والمرجعيات ان بعض المرجعيات الدينية تمكنت ان تكون صمام امان للوضع من خلال التقييم الموضوعي له وكذلك التصرف بحكمة وحذر والتعامل معه وفق المصلحة العامة والتي تحد من انتشـــــــــــــار الفوضى وعدم اصدار اية فتـــوى او بيان على تاجيــجه بعد ان ايقنت ان الامـــور تســير بشكل متصاعد ومتوتر قد يودي الى حرب طائفــية او اقتتال بين المسلمــــين وغيرهم وذلك لايمانهم بقدسية الدم وتحريم اراقته وهذا ما لاحظناه واضحا اثناء تفجير مرقدي الامامين العســـــكريين (ع) وكيف انها سيطرة على الوضع بعد ان استثارت الجماهير غضبا لما حدث لما يــمثل لهــما هذين الضريحين من قيمة دينية ورمز تاريخي امتد على تاريخهم الطويل من خلال البيانـــــات والفتاوى التي صدرت من العلمــــــاء الاجلاء وتمكنت من احتواء الوضع وتهدئتــــه بالرغم من حصول بعض الحالات التي لايمكن السيطرة عليها الاانها قليلة قياسا لهول الصدمة وقوة الفاجعة .ان كثير من التجمعات الدينية والمرجعيات المحسوبة على هذا الطرف اوذاك قد قادت لاعمـــال متطرفة وذلك بافساد عقول الشباب وزجهم في صراعات جانبية والتي تعمل على اشاعة ثقافــــة العنف واراقة الدماء واضفاء طابع عدائي وارهابي على المباديء الدينية التي اريد منها التوحيد واشاعة روح التسامح .

هذا واضح من من خلال الفتاوى والبيانات التي تصدر في مناطق متفرقة مستغلة بذلك المســاجد والمدارس الدينية وحلقات الدروس التي تعقد فيهما والتي صرفت مبالغ طائلة لغســـــــــل عقول الشباب وتهيئتهم لعمليات ارهابية بحجج واهية وهذا ما لاحظناه واضـحا في البيان الصادر مـن مجموعة العلماءال(26) في السعودية الذي اصدروا فتوى لتحريض الشباب وحثهم للذهاب الى العراق هناك للمشاركة بالعمليات الجهادية كما يدعون لكن الذي حدث عندما صدرت الفتــــوى كان ضمن المتوجهين الى العراق ابن احد العلماء الذين اصدروا الفتوى بعد ان تم ارسال رسالة لوالده يعلمه بذلك فما كان منه الى ان يبلغ سلطات الامن السعودية للقبض عليه لمنعه من الذهاب الى هناك خوفا عليه من القتل مما يدلل ان هؤلاء المشايخ يقوموا بالمتاجرة بدماء الابريــــــــــاء والناس المغرر بهم لكن الحالة عندما تصل لهم فانهــــــم يحجمون عن ذلك .

ان بعض الفتاوى عندما تثير المشاعر وتهيج الاحاسيس فانها تعمل على تغذية التطرف الدينـــي وتحول المنابر الدينية من امتداد لحياتنا اليومية الى عقبة تسيء الى المفاهيم الدينية وتبعدهـا عن طريقها الصحيح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك