المقالات

سكتت دهرا ونطقت كفرا

1416 22:26:22 2014-07-16

حميد الموسوي

كنا قد كتبنا في مقالة سابقة تحت عنوان ( اضطراب المقاييس واختلال الموازين ) نعيد بعض ماورد فيها كمدخل للرد على منظمة ( هيومن رايت ووتش) / ماالذي يجري ؟. ماهذا الاضطراب الذي جعل المقاييس تنحرف كل هذا الانحراف المفضوح المخزي ،وتنقلب الموازين هكذا علانية وفي وضح النهار ومن دون خجل اوحياء ؟.
واذا كان تقبل الشعوب العربية لهذه الحالة الشاذة حالة طبيعية، وامرا عاديا،مفروغا منه - بعد ان حولها حكامها الى اشباح واقزام خاوية مسلوبة الارادة ..خانعة مطواعة - فما بال الشعوب الحية المتحررة التي سبقتنا بقرون ..ما بالها تتقبل هذا الانقلاب ببرود او تسكت وتعرض كون الامر لايعنيها ؟.ثم ما الذي دفع المنظمات الانسانية العالمية والوكالات الدولية المستقلة لتنحو نفس المنحى وتتصرف بانحيازية مصطفة مع الباطل والظلم والعدوان. ؟!.الدواعش يصدرون بيانا بانهم قتلوا 1700طالبا من طلاب كلية القوة الجوية العراقية وبدم بارد مفاخرين ومتلذذين ومسجلين الحدث نصرا مؤزرا !.تتلقف وكالات الانباء والفضائيات الخبر وتسجله بعضا منها سبقا صحفيا !!.ثم تبتلعه وتخفيه .لم يهتز للعالم شعره، ولم يرف جفن ،بل كان فيه تشفيا عند معظم العرب وخاصة حكام الخليج .منظمة حقوق الانسان ومفوضيتها لم تستهجن ولم تستنكر مع انها تقيم الدنيا ولاتقعدها عندما ينفذ القضاء حكم الاعدام بارهابي ذبح المئات وفجر العشرات وخرب ودمر ماشاء قبل ان يقبض عليه ويحاكم عدة مرات ويبقى في سجن خمس نجوم ست سنوات او سبع قبل التنفيذ .مئات العوائل من تلعفر والشبك، فيها الشيوخ والنساء والاطفال تفر نافذة بجلدها من بطش عصابات داعش تاركة بيوتها واموالها وممتلكاتها نهبا للمتوحشين فلا تسمح لها سلطات كردستان بالدخول فتظل هائمة على وجوهها في القفار في هذا الحر اللاهب تموت عطشا ومعاناة بعد ان تقطعت بها السبل وسكت الجميع حتى منظمات حقوق الانسان التي تنبري دفاعا عن الارهابيين !!. تركمان كركوك وخاصة في طوز خرماتو وقرى بشير ،190 الف نازح مهجرفي محافظة ديالى من مناطق دلي عباس والسعدية والمقدادية ، واجهوا المصير ذاته والسكوت ذاته.صحيح ان تلاميذ كلية القوة الجوية وعوائل تلعفر وطوزخرماتووالشبك وبعض قرى ديالى يشتركون في انتماء معين لا يروق لأعراب الجزيرة واتباع يزيد وعبد الوهاب . لكن ما بال المنظمات الدولية والوكالات العالمية التي يفترض بها الحيادية والنظر الى الانسان كونه انسان من دون تمييز بسبب الدين والقومية والعرق واللون والتوجه ؟!.انه المال السحت الحرام الذي اشترت به السعودية وقطر ومعظم دول الخليج ..اشترت به الضمائر المستعدة للسقوط .
اذ طلعت علينا منظمة (هيوم رايت ووتش ) اليوم 12/ تموز/ 2014 ببيان تتباكى فيه على احوال الارهابيين في السجون العراقية وتسوق معلومة كاذبة مفضوحة مفادها : ان قوات الجيش والميليشيات قامت بقتل بعض السجناء السنة في سجون الموصل وكركوك وصلاح الدين انتقاما لدخول داعش واحتلالها لمدينة الموصل!.مرددة ما قاله المجرم الفار من وجه العدالة طارق الهاشمي من دون تغيير!.والظاهر ان الله اراد ان يفضح المسؤولين في هذه المنظمة .حيث ان هذه السجون سقطت بايد الارهابيين الدواعش منذ اللحظة الاولى للهجوم على الموصل وصلاح الدين وكركوك ،والارهابيون انفسهم اعلنوا اطلاق سراح جميع السجناء وقتلوا بعضهم على الهوية !!. وعندها سكتت هذه المنظمة مثلما سكتت عن المجازر السابقة وعن معاناة مهجري تلعفر وقرى بشير وطوز خرماتو وعن قتل 1700 طالبا في كلية القوة الجوية !!!. فأي كذب وتدليس وقعت فيه منظمات تسمى انسانية ،واي موقف اختارت ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك