بني العباس الذين وصلوا للحكم برفعهم لشعار(الرضا لآل محمد) حكموا بعد ذلك الدولة بثلاث أساليب (صرامة السيف، وبذل الأمول، والأعلام الزائف) حتى باتوا يقتلون الإئمة أهل البيت ع ولم تحرك الأمة ساكن، ويطفون نيران الثوارات المناوى لحكمهم بشدة الحديد، ويبثون الأشاعات على المعارضين لسياستهم وتصدق الناس بحججهم الواهية، حتى تسببوا بغيبة الإمام القائم عج ولم تشعر الناس بمأسيهم الأ بعدما أحتل المغول بغداد وسقط حكمهم.
والسبب أن الأمة لم تستطيع التمييز بين بني العباس والعلويين، لعدم وجود فارق طائفي ومذهبي بينهما، فقد كان الطرفين يرجعون نسبيا لبني هاشم، وكليهما يحترفان بالأسلام ديننا، ومحمد نبيا، والقرأن كتابا، وهذه هي الطامة الكبرى حينما تكون المقاييس أمور ظاهرية، أذ أن الأمة تتناسى أن أهل البيت ع هم أصحاب الحق في الخلافة والامامة وفق القرأن الكريم والسنة المحمدية، وما بني العباس الأ مجرد حكام وصلوا للحكم بالظلم والبهتان، وشراء الذمم وتظليل الحقائق، وأنهم يعلمون بأحقية العلويين بالحكم، ولكن جهل الناس، جعلهم يبلغون أعلى مراتب الطغيان والأستبداد.
لذا فأن عدم تمييز الأمة بين من هو الحاكم الشرعي وبيده الحكم المطلق من الله، وبين من هو الحاكم الوضعي ويحكم بالسيف والمال والأعلام، تجعل الظلم يكثر، والفساد ينتشر، والأنحراف الفكري والعقائدي يغزو المجتمع، حتى تجعل الأمة تصدق بأن الإمام علي ع حينما ينام على التراب أصبحت أساءة له، والإمام الحسين ع حينما خرج على الحاكم الظالم كان من أجل الحكم، وقبول الإمام الحسن ع بالصلح تخاذلا منه، وتولي الإمام الرضا ع ولاية العهد هي غاية ما يطلبه، وسكوت الإئمة عن المعارضة العلنية للحكم القائم رضا منهم به، حتى يستشهد إمام ويخلفه أخر، وكل ذلك يقع على مسؤولية الأمة التي لم تبحث عن الحقيقة، وتعمل بتصديق الأشاعة والدعاية، وتتخاذل عندما يراد منها نصرة الحق ومحاربة الباطل، لذا تجد التاريخ يمجد لنا العديد من الصحابة الموالين لأهل البيت ع، الأ أنه لم يذكر بأن أنصارهم زادوا على عدد الأصابع، وعليه فأن منهج بني العباس تجده قائم ما دام الناس يصفحون عن معرفة الحق والحقيقة، ويركبون موجة أدعياء الحق وأعلامهم الزائف.
https://telegram.me/buratha