نزار حيدر
غريبة هذه الحكومة العراقية، لم أر أضعف منها ولا أجبن منها ولا اسوأ منها، فمنذ اكثر من ست سنوات وهي (تبيع) نفطنا للأردن بثمن بخس يقترب من البلاش، بما يسمى بالأسعار التفضيلية، بذريعة انها تشتري موقفها في الحرب على الإرهاب، فلا تحتضن وتدعم الارهابيين مثلا، ليتبيّن لنا فيما بعد، بأنّ الأردن احد ابرز دول الجوار العراقي التي تحتضن وتدعم وتساند وتحمي وتدرّب وتهيٌئ كل الأسباب والوسائل والأدوات اللازمة لديمومة الإرهاب في العراق، ليس على الصعيد الأمني والعسكري فحسب، وإنما، كذلك، على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإعلامي، عندما رعى ملك الإرهاب، عبد الله الثاني، بنفسه، في اليومين الأخيرين، وبأمر مباشر من السي آي أي، مؤتمرا لأعداء العراق الّذين تكلّموا هذه المرة على المكشوف، فبايعوا الارهابيّين وحيّوهم وأيّدوهم ودعموهم، وأعلنوا لهم البيعة والطاعة والولاء، ليثبت للرأي العام، خاصة العراقي، حتى الأعمى منه، بأنّ الذي يقود الإرهاب في العراق هم التكفيريون المتحالفون مع ايتام الطاغية الذليل صدام حسين، الذين حضر مندوبوهم في المؤتمر والى جانبهم بعض العمائم الخرِفة التي تحوّلت، بالنسبة للإرهابيين، الى ظهرٍ يُركب وضرعٍ يُحلب.
لقد ثبت بالدليل القاطع وبالجُرم المشهود، ان الأردن، ملكا وحكومة وشعباً، معسكرا للإرهابيين.
والان، وبعد ان اسقط مؤتمر عمّان آخر ورقة توت كان الإرهابيون يسترون بها عورتهم، ليُفتضح الكاذب، هل ستستدعي الخارجية العراقية سفير الأردن للاحتجاج على موقفها الرسمي هذا الداعم للإرهاب؟ وهل ستقرر الحكومة العراقية، فورا، قطع البترول عن الأردن؟ ام انها مشغولة بالتشبث بالسلطة بذريعة ملاحقة الفقاعة التي تمددت من الفلوجة لتهدد العاصمة الحبيبة بغداد؟.
*مختصر حديث على الهواء مباشرة لقناة (الفيحاء) الفضائية قبل قليل، في النشرة الخبرية الرئيسية.
https://telegram.me/buratha