المقالات

الطائفية والدستور .. والضربة القاضية

1257 02:11:00 2014-07-19

جواد العطار

جلسة مجلس النواب الثالثة التي انعقدت يوم الثلاثاء 15 تموز الماضي ، لم تكن جلسة عادية لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه وفق نظام المحاصصة المطبق بين الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات.. بل كانت فرصة للتغيير ومحاولة جادة لاطلاق افكار جديدة تسعى لاختراق نظام عقيم مطبق منذ اكثر من عشر سنوات .. وما زال .
في هذه الجلسة فقط وليس بغيرها شعرنا لاول مرة بفعل حقيقي يواجه وباء المحاصصة الذي لم يعد سياسيينا يحتكمون او يعرفون غيره ، فما توقعت الكتل السياسية وفقا لبرنامجها الذي رسمته في اجتماعاتها المسائية خارج قبة البرلمان وبالتعاون والتنسيق مع رئيس السن الذي بدا ضعيفا ورهن امر تلك الكتل وصقورها الذين لم يغادروا المقاعد المواجهة للمنصة طيلة جلستين (وهو امر لا يحدث الا نادرا او مرة واحدة فقط في بداية الدورات البرلمانية ، وهو ليس بروتوكوليا كما يعتقد البعض بل هو لحرص قيادات تلك الكتل على ضمان تنفيذ اتفاقات المحاصصة المبرمة فيما بينها) .
وبالفعل رشحت الكتل من اتفقت عليه مطمئنة انه سينال الأغلبية اللازمة لتبوأ المنصب المطلوب دون منافس ، فالرئيس متفق عليه ومعد مسبقا ليكون سليم الجبوري من اتحاد القوى الوطنية ، والنائب الاول للرئيس من التحالف الوطني وتم الاتفاق عليه في الساعات الاخيرة من ليلة الاثنين السابقة للجلسة ليكون حيدر العبادي من دولة القانون والنائب الثاني آرام شيخ محمد من كتلة تغيير وهو ما ترشح من اتفاقات الكتل الكردستانية. 

لكن رياح المحاصصة لم تسر هذه المرة بما تشتهي الكتل المحاصصاتية ، فقد انبرت النائبة شروق العبايجي من التحالف المدني لتطرح نفسها مرشحة امام سليم الجبوري منافسة له على رئاسة البرلمان ووقف الدكتور احمد الجلبي ندا ديمقراطيا للنائب الاول للرئيس وهو من نفس كتلته اضافة الى فارس جيجو من التحالف المدني ، وان كان الامر طبيعيا في الممارسة الديمقراطية للنظم البرلمانية ، الا انه شكل تحديا سياسيا غير طبيعيا في جانبين:

الاول - ظهور رفض عملي للمحاصصة من داخل قبة البرلمان ليكشف زيف الشعارات التي تعالت طوال اعوام وهي ترفض هذا النظام في الاعلام وتطبقه في البرلمان.

الثاني - احياء الامل في القضاء على نظام المحاصصة المدمر في مستويات اخرى ، بدأها مستقلون بالامس في الترشيح لرئاسة الجمهورية .. ونتمنى ان تطبق على كافة المستويات الوزارية والمناصب القيادية الامنية بالذات؛ والادارية لانها كفيلة بحل الكثير من مشاكلنا الحالية.

وان كنا نبالغ في وصفنا للجلسة او تقدير النتائج التي ظهرت عليها ، فان ذلك لا يلغي ان الامور العظيمة لا تبدأ الا من انطلاقات صغيرة ... ولذلك نتمنى ان تكون هذه البداية انطلاقة حقيقية وتشجيع لكل القوى الرافضة لنظام المحاصصة بكل أشكالها وبداية للتفكير الجدي باعادة النظر بالكثير من فقرات الدستور المؤطرة لها ، لكن هذه المرة بوضوح اكثر وشجاعة اكبر في قراءة الحقائق والاستفادة من التجربة الحالية والماضية في القضاء على المحاصصة الطائفية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك