المقالات

المسؤول وبطانته.. من يقود من؟

1119 02:26:40 2014-07-25

اشار عبد الله بن العباس على الامام علي ان يولي الزبير بن العوام على المدينة المنورة وان يعطي امارة مكة لطلحة بن عبيد الله، رفض الامام علي هذه المشورة قائلا: انا اعرف من اولّى ومن اخلع.. وعليك ان تشير وان تطيع.

لقد شعر الامام بأن رفضه لمشورة عبد الله بن العباس ترك اثرا محبطا في نفسه وشعورا بعدم الرضا من رفض الامام ولذلك وضح له واجبات المستشار الناصح وتسليمه بالطاعة سواء قبلت المشورة او رفضت اذ ليس بالضرورة ان تكون صائبة.

فمثلما للناصح تصوراته ورؤاه فأن للمسؤول افكاره وبعد نظره وتقليبه للامر ومن ثم الحكم عليه بتصويبه او تخطئته والاخذ به او رفضه حتى وان كانت المشورة مطلوبة... (وامرهم شورى بينهم) ... ( وشاورهم في الامر)، فمن المعيب ان يأخذ بالنصائح اخذ المسلمات فيتحول بمرور الزمن الى اداة لتنفيذ املاءات الحاشية. وعلى ذكر الحاشية وإتماماً للفائدة هناك عدة استعمالات لهذه المفردة.
الحاشية من كل شيء: جانبه .
حاشا: كلمة استثناء. 
الحشو ما يحشى به الشيء.
حاشية الثوب: طرفهُ.
الحشوية : طائفة تمسكوا بالظواهر وذهبوا الى التجسيم. 
عيش رقيق الحواشي: ناعم في دعة. 
رجل رقيق الحواشي: لطيف الصحبة. 

الحواشي من الابل صغارها، ومن الرجل دائرته القريبة قد تسمى: حاشية، وحوشية بلهجة الجنوب: جماعة الشيخ وادواته التنفيذية ايام الاقطاع.
ذكرني بالحاشية او الحواشي رجل مصلح احب فيه بساطته وتواضعه واحترم اعتداله وقبوله الرأي الاخر . هذا الرجل العرفاني المتحضر له صديق حميم يناقضه التوجه ويتقاطع معه في الرأي ومع ذلك يلازمه كظله!.

قال له ذات يوم: اتدري ان اخفاقكم وتراجعكم وكل مشاكلكم سببها الاول والاخير "الحواشي". اجابه ربما واسرها في نفسه ولم يزد على ذلك. وذات يوم توجه الرجل لزيارة احد المسؤولين غير المريحين بسبب عجرفته الفارغة وابتعاده عن الناس وعدم تقديم اية خدمة من خلال مسؤوليته الامر الذي نفّر الناس منه وجعلهم يذكرونه بسوء. فوجده محاطا بحاشية "مضبوطين "وصاحبه الحميم احدهم!.
الرجل الطيب لم يطلب حاجة من المسؤول وذكره بخدمة الناس وبعظم الامانة التي يحملها وخوفه من فتنة الكرسي ومصير من سبقوه، وحين غادر مكتب المسؤول رافقه صديقه الحميم الذي حذره من "الحواشي".

وحين ودعه قال له الرجل الطيب: لقد تأكدت لي رؤيتك حول "الحواشي" ميدانيا هذه الساعة ،وساحرص على تطبيقها. مع ان حاشيته مجرد رفاق طريق وصحبة مجالس. ومن يومها بدأ الرجل ينسحب من "الحاشية" متذرعا بشتى الوسائل والحجج والاعذار حتى ابتعدوا واحدا تلو الاخر حتى اذا اطمأن من ذلك شرع بالظهور منفردا مرة وبصحبة مرافق او قريب مرة اخرى مستبدلا اياهم بين حين واخر مخافة ان يقع في المحذور كون الحاشية الثابتة توحي لمن تحيط به زخرف القول وتزين له القبيح وتقبح الجميل لتحافظ على رضا المسؤول وتستدر المزيد من الامتيازات والمكاسب وليسقط المسؤول في عيون الناس وليسقط الناس اجمعين. مع ان هذا الرجل الخير ليس بمسؤول ولا متنفذ .دائرته لاتتجاوز المسجد والمنبر وساحته بيوت الفقراء واعمال الخير واصلاح ذات البين.

درس يجدر استيعابه من قبل كل ذي شأن: مرجعيات دينية، وجهاء ، شيوخ عشائر، علية القوم، وقبلهم وفي مقدمتهم المسؤولون الحكوميون كبارا ومتوسطين وصغارا. وليضعوا نصب اعينهم ما فعلته الحواشي والدوائر المقربة من مراكز القرار في السلطة السابقة وما خلفته من كواراث وسببته من ويلات حين اوهمت رؤسائها وجعلتهم يصدقون ان باستطاعتهم تدمير جيوش ثلاثين دولة واسقاط جبروتها بدخان "التايرات المحروقة"وحفنة تراب!. دفعني العجب والاستغراب وشجعتني الصداقة لتوجيه هذا السؤال الى مقرب من مسؤول كبير: قلت له : صاحبك يرى "الارضه" تنخر في مكتبه فيرفعها ويضعها على كرسيه!.


قال: الكرسي ابسط وارخص من المكتب!.
قلت: لااستبعد احد امرين:
اما ان يكون مغشوشا واما ان تفرض عليه.
قال: بل مغشوش!.
قلت: ومن غير الحواشي؟!.
ومن غير البطانة؟!.
وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى اي جانبيك تميل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك