المقالات

الدجاجة البيضاء .. ورئاسة الوزراء!

1029 18:38:31 2014-08-11

بينما كنت أسير في منطقة الكرادة، بعد إغلاقها من قبل القوات الأمنية، ومنع سير العجلات في الجانب المحاذي لرمز المنطقة التأريخي (ساحة كهرمانة)، شاهدت أحد أصدقائي؛ ألذين مضى على اشتياقي لهم فترة ليست بوجيزة، فأيام الدراسة الإعدادية وصلت الى ما يقارب ثلث عمري الحالي. 
بعد أنْ تبادلنا السلام، وشعرنا بلهفة الاشتياق الذي طال أمدهُ لسنون مضت، سألته عن حياته، وأين وصل به الدهر، أخبرني انه قد تزوج منذ أكثر من سنتين، ولديه من الأطفال بنت واحدة، بعد أن حصل على مركز حكومي مرموق، في إحدى مؤسسات الدولة التابعة لحزب السلطة، سيما وإنَ أحد اقربائه؛ من الزعامات المعروفة في التيارات المنضوية ضمن إئتلاف السلطة.
اخذنا نسير لمسافة، بحثنا عن مكان لنجلس فيه، ونتبادل الأحاديث المطولة، قال لي إنه لا يستطيع أن يستمر بالسير معي، فهنالك مظاهرة وهو ملزم بالمشاركة فيها، سيما إنه أحد المنظمين لها، قلت له: وما ألذي يلزمك بالمشاركة؟ قال: كيف لا أشارك بنصرة من أوصلني الى ما انا عليه الان! ولكن؛ بإمكاني ان أوصي أحد الشباب أن يحل محلي لبعض الوقت.
سألني صديقي عن وضعي خلال تلك الفترة ألتي لم نكن نتواصل خلالها، أخبرته بدراستي في كلية العلوم وتخرجي منها منذ سنتين وأعمل في إحدى المؤسسات الإعلامية التابعة لأحد التيارات ألسياسية، أعرف انه لا ربط بتخصصي وعملي، لكن الحياة لها قانونها! بينما علم إن لدي إرتباط بتيار سياسي لم يشارك بالسلطة طيلة الدورتين السابقتين، قال لي: ولن يشارك في هذه الدورة أيضا! صدمت بقوله وكأنه يعرف أمورا أجهلها.
سألته عن يقينه بما قاله لي، فأجابني بقصة قصيرة، أطلق عليها "الدجاجة البيضاء"، تدور بين خيال منطقي و واقع من المحتمل انها حدثت وتحدث وستحدث خلاله، في إحدى الليالي؛ سطا سارق على منزل تسكنه عائلة صغيرة في حي شعبي، دخل البيت بطريقة مدروسة، ومضى يخطو بخطوات محسوبة، ولكن لحظة وصوله الباب الخلفي للمنزل؛ سمع ابنهم ضجيجاً، ومع استمراره؛ تيقن إن هنالك سارق ينوي الدخول عنوة الى الدار، فنهض مسرعاً، ولبد قرابة إحدى الخزانات، فعندما دخل السارق، ونال مبتغاه من الدار، وخرج بصورة سليمة دون اعتراض، ركض الولد الى ذويه ، وقال لهم: شاهدت السارق عندما دخل من الباب الخلفي؛ ولم امنعه، وتقدم نحو غرفة المعيشة، تركته دون اعتراض ليدخل غرفتكم، ورأيته يأخذ النقود والمجوهرات، ويضعها في حقيبته، ولم أتحرك من مكاني، وخرج من الباب ألتي دخل منها، وأغلقها خلفه، فتحركت وقلت له "بذمتك"!
كان يقصد؛ إن هنالك من يصعب إيقافهم، مهما كانوا ظلمة، ويمتهنون السرقة، وإقصاء الأخر، فلا أحد سيقف بوجههم ويعترض، خوفا كان أو لهم مصالح مشتركة.
الأمر سيان بالنسبة للسلطة الحاكمة في العراق، فمع رفض المرجعية الدينية العليا، إعادة انتخاب المجرب، ومن لم يجلب للعراق سوى الدمار، ورفض المحيط الإقليمي لمن فشل في إدارة كل الملفات الحيوية للبلاد، ورفض جماهيري حاشد من قبل جمهور الكتل السياسية المنافسة، إلا إننا ما زلنا نجهل موقف تلك الكتل، واعتمادها مبدأ "أنْ تكون خارجا، يعني أنت بأمان"!.
من سيصلح؟ من سيغير؟ من سيطبق توجيهات المرجعية الدينية؟ من سينتقل بواقع العراق وشعبه الى بر الأمان؟ من سيعيد بناء ما هدمته القيادة الفاشلة؟ من سيواسي ثكالى الوطن؟ من سيعيد كرامة العراق؟
وأن بقي، هل سنقول له "بذمتك"؟ أم سنعتمد البقاء خارجاً؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك