المقالات

أي حج ..والنازحون يأكلون اوراق الاشجار ؟!.

1202 23:49:24 2014-08-11

قال رسول الله (ص) :- ملعونٌ ..ملعونُ..ملعون : من بات شبعانا وجاره جائع.
ماتعرض له العراقيون على مر التأريخ وخلال الحقب والعقود والسنين المتأخرة من نوازل وزلازل واجتياح بربري وتتاري مغولي واحتلال عقب احتلال ،وما اصابهم من هزات كارثية ومآس وجور واضطهاد،وما لحقهم من ظلم واستبداد ،وحرمان وتشريد ومقابر جماعية ،على يد السلطة الصدامية البائدة ..كل ذلك في كفة مثقلة معتمة ،وما يتعرضون له اليوم وعلى مدى عشر سنين ليست عجافا فحسب بل سودا قاحلات مسمومات متلفعات بالتراب والوباء ،تعج بالنواح والعويل ،وتنزف دما وارواحا وحشرجات.. في الكفة الاخرى!. ما نتعرض له اليوم طوفان كارثي جارف ، جانبه المرئي تكالب مسعور لجهات عربية ودولية مستعينة بحثالات الشعوب وعتاة مجرميها ولكل جهة اهدافها - تظافرت مصممة على اسقاط التجربة الوطنية الديمقراطية وتجزئة العراق وتمزيقه، حتى اذا اقتضى الامر ابادة العراقيين جميعا!. هذا الجانب المرئي من الطوفان ،اما جانب الظل شبه المرئي له فيتمثل بجهات داخلية فقدت امتيازاتها وتسلطها السابق تحلم بعودة تلك الامتيازات والتسلط ،ولذا فهي على استعداد تام لدعم الخراب الوافد - بعد ان تخلت عن وطنيتها وباعت ضميرها وشرفها ومقدساتها- حتى وان لم يتحقق لها ما تريد، المهم لديها اسقاط التجربة الديمقراطية ولو بمحو العراق عن خارطة العالم !.
ما نتعرض له اليوم طوفان كارثي بكل المعاني ..ترون اعداد العوائل النازحة اضطرارا وهلعا وفرارا من الموت، تاركين البيوت والممتلكات ،وبعضهم نسوا اطفالا نياما وفروا هلعا ..تسمعون بالاطفال والشيوخ والنساء الذين يموتون كل يوم ،بل كل ساعة... 300طفل ماتوا بسبب اكلهم اوراق الاشجار وهم يتضورون جوعا . الجهد الحكومي وحده لا يكفي .. لا يكفي لصد الهجمة المغولية وطوفان البرابرة،ولا يكفي لاستيعاب واحتواء ازمة المهجرين والنازحين .المطلوب تظافر الجهود وتعليق كل المشاريع وحتى فريضة الحج المشروطة بالاستطاعة.
وما اروع ان يبادر الوقفان الشيعي والسني الى اعادة رسوم الحج الى الاشخاص الذين فازوا بقرعة الحج لهذا العام لينفقوها على العوائل النازحة المنكوبة مع الاحتفاظ بحقهم للحج في العام القادم ان شاء الله على ان يكون الامر طوعيا. اعتقد انهم سيحجون هذا العام وهم في بيوتهم حجا مبرورا .وللذين لم يسمعوا بحكاية علي بن يقطين العراقي فانه كان متأهبا للحج،وقد اشترى ما يلزم لذلك من طعام وملابس ،وهيئ المال الكافي ،وقبل السفر بيوم رأى امرأة بائسة تلتقط دجاجة ميتة من كومة الازبال ،فتأذى ،وساءه ذلك المنظر وسألها ماذا تفعلين بهذه الدجاجة المتعفنة ؟!. قالت لأطعم اطفالي اليتامى !.فقال اتركيها وتعالي معي فسلمها كل تجهيزات الحج من طعام وملابس واموال ولم يذهب الى الحج في ذاك الموسم .وحين عاد الحجاج من مكة ذهبوا للسلام على علي بن يقطين وتهنئته بقبول الحج ،فقال متعجبا : انا لم اذهب للحج اصلا ولم اغادر المدينة !.فقالوا ان الامام زين العابدين عليه السلام حين سأله الناس بعد انتهاء طقوس ومراسيم الحج ،كيف كان موسم الحج هذا العام يا ابن رسول الله؟.قال : انا ، وعلي بن يقطين ، وناقتي !!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2014-08-12
المقالة الاقوى والاشارة فيها دقيقة وصحيحm
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك