حادي عشر: إصْغِ الى المرجعية الدينية العليا دائما ولا تبتعد عنها بعد ان ثبت بالتجربة وعلى مدى () عاما بانها اكثر الناس حكمة وخبرة وتجربة وحرصا على الصالح العام، فليس من العقل في شيء ان تبتعد عنها او تتجاهلها.
لقد تأكّد للعراقيين جميعا، بانها تدافع عن مصالح الجميع وخصوصياتهم بلا تمييز، وأنها تستبق الأحداث قبل وقوعها لولا تجاهل المسؤولين لتحذيراتها، كما ثبت لهم بانها تمتلك رؤية استراتيجية في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بملايين التكتيكات التي كادت ان تدمر هذه الاستراتيجية لولا لطف الله تعالى.
وبحمد الله تعالى فان المرجع السيستاني الذي انعم الله تعالى به على العراق في هذا الظرف العصيب والحساس والخطير الذي يمر بالبلد منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام ، يتميز ببعد نظر استراتيجي يعتمد:
/ عدم التدخل في شؤون الدولة والسياسة الا عند الضرورة على العكس من البعض الذي يدس انفه في الصغيرة والكبيرة، ما يفسد دين الناس ودنياهم.
/ لا يوظف الفتوى في الشأن العام الا للضرورات القصوى والتي لم يمر بها العراق الجديد، وبحمد الله، الا مرة واحدة قبل شهرين عندما تمدد الارهابيون ليستولوا على أراضي شاسعة ومدن وبلدات كثيرة، فهو يقدم المشورة ورأي الأغلبية دائما.
/ احترام الكفاءة والخبرة عندما يريد ان يدلي برأيه في قضية من القضايا ذات الشأن العام، كذلك على العكس من البعض الذي لا يدري ما يقول.
/ تعامله الأبوي مع المسؤولين، فهو لا يفرض رأيا وإنما يشير بنصح وصدق وأمانة قل نضيرها، مستحضرا خبرته وتجاربه بشكل دقيق.
/ عدم السعي لزج الدين في السياسة ولذلك منع شخصيا وكلاءه ونوابه من التصدي لأي موقع رسمي في الدولة، لانه لا يعتقد بولاية الفقيه، والا لكان تعامله مع المسؤول في الدولة بطريقة اخرى.
/ المقبولية الدولية والإقليمية فضلا عن الوطنية الواسعة جدا، ما جعل كلمته مسموعة من قبل الجميع، الا اللّمم.
/ إيمانه الكبير بالديمقراطية وأدواتها، وبرأي الناخب، الى جانب إيمانه العميق بالشراكة الحقيقية، لإيمانه بالتنوع والتعددية التي يتمتع بها المجتمع العراقي.
/ اطّلاعه الواسع على كل شاردة وواردة، ومتابعته الدقيقة لمجرى الأحداث، ولذلك لم يزره احد، أيا كان، حتى الامين العام للأمم المتحدة، وسمعناه يشتكي من انه رأى المرجع جاهلا بقضية او بمعلومة،
ان كل ذلك يجب ان يكون حافزا قويا لك لمتابعته دائما والإصغاء اليه والاستئناس برأيه وتوجيهاته، فهو السند القوي والحصن المنيع والكهف الحصين الذي يمكنك اللجوء اليه مطمئنا.
ان الشعوب المتحضرة تتمنى ان يكون عندها حكيما تلجأ اليه، تصغي لرأيه وتسمع لتوجيهاته كلما مرت بظروف صعبة وقاسية، فلماذا لا نكون كذلك؟ لماذا نتجاهل الحكمة ولا نعيرها اهتمامنا؟ فكيف بها اذا كانت على لسان المرجع الاعلى؟.
الم نسمع بتصريحات المسؤولين الدوليين وزعماء الطوائف الدينية في العراق الذين يدلون بها بعد كل لقاء مع المرجع؟ الا يحق لنا ان نفتخر به؟ فلماذا نظلم انفسنا بتجاهل كلامه؟ لماذا ندفع بالعلاقة معه الى حد يضطر فيه الى ان يخبر احد زائريه مؤخراً بان المسؤولين لا يسمعون منه؟ لماذا؟.
لا تكرر الخطا الذي وقع فيه سلفُك عندما أدار ظهره للمرجعية، بعد ان كان ابنها المدلل، يمر عليها ويزورها متى شاء، تستقبله وتودّعه عند الباب، هذا على الرغم من انه كان على قناعة تامة بان المرجع السيستاني هو الرجل الوحيد القادر على توجيه العراق الى بر الأمان، وهذا ما سمعته منه شخصيا في لقائي به خلال احدى زياراته للأمم المتحدة في نيويورك، فلقد أجابني في جلسة خاصة لم يحضرها سوى مستشاره الاعلامي السابق والناطق الرسمي وقتها، على سؤال عن رايه بكيفية تجاوز الأزمات الحادة التي يمر بها العراق، قائلا: هناك رجل واحد فقط يمكنه توجيه البلاد الى بر الأمان الا وهو المرجع السيستاني!.
ترى، لماذا، اذن، ابتعد عنه ولم يعد يصغي اليه؟ اتمنى عليك ان تسأله لتعرف الجواب منه لتتجنبه فلا تكرره مع المرجعية مرة اخرى.
https://telegram.me/buratha