المقالات

اقلبوا الصفحة.. رجاء!.

1278 00:44:08 2014-08-14

تمر الامم بمواقف مفصلية, يحصل خلالها تحول في مسارها, أو أوقات يحصل تغيير كبير أو مهم أثنائها.
لكل مرحلة رجال يقودونها, يكون لهم دور متميز, يقدمون شيئا, يحققون تغييرا في حياة شعوبهم, وهناك بعض أخر يفشل, وتتدرج درجات النجاح والفشل حسب الظروف العامة, وقدرات هؤلاء الرجال, وأهدافهم لتولي القيادة.
الميزة الثابتة لمثل هذه الظروف, وجود من يصر على إعادة الزمن إلى الوراء, لأسباب تتعلق بمصالح شخصية ومنافع, وغيرهم يتمسك بشخوص المرحلة السابقة, لتعلقه بهم نفسيا وشخصيا, وقلة لأسباب تتعلق بمبادئ يرون أن شخوص المرحلة الماضية هم وحدهم من يمكنهم أن يحققوها!؟.
يميل الغالبية لمسايرة عجلة الزمن, وتقبل التغيير, وفهمه على انه تغيير طبيعي في حياة الأمة, فكيف أن كان الموضوع يتعلق بتسليم سلطة!؟.
لم نعتد نحن كعراقيين على فكرة تسليم السلطة, و يعود ذلك لترسبات حكم حزب البعث, وعدم وجود الفكرة أصلا في قاموسه, وحداثة التجربة الديمقراطية لدينا, وفي المرتين التي حصل فيهما تغيير في منصب رئيس الوزراء, كانتا بشيء من الصعوبة والضغوطات بشقيها الخارجي والداخلي.
ما حصل هذين اليومين من ولادة عسيرة جدا, لمن يرشح لتولي المنصب, اظهر بشكل جدي إننا كشعب, لازلنا نعيش حكم الرجل والقائد, ولم نصل لمرحلة أن يكون لدينا استعداد لتقبل فكرة أن الحكم مؤسسة, وليس شخصا واحدا.
من المهم جدا أن نفهم, أن تداول السلطة بشكل سلس وسلمي هو عرف وفهم أصيل في العملية الديمقراطية, وان عرقلة الأمور, ومحاولة الاعتراض بشكل غير لائق أو قانوني, ستكون له نتائج لا تحمد عقباها, وان الأثر الأكبر سيكون في زيادة الانشقاق الاجتماعي, أكثر مما هو موجود الآن..ناهيك عن التعطيل الذي ستسببه والإرباك في مؤسسات الدولة, وكأنها بحاجة لإضافة..فهي بالكاد يمكن تسميتها مؤسسات..ودولة!؟.
حق الاعتراض مكفول وأصيل, ويجب أن نتمسك به, ولكن ضمن سياقات قانونية وسياسية مقبولة, وبشكل لا يؤثر على وضع الدولة والمجتمع, وخصوصا ونحن في ظرف حساس وخطير جدا..على أن لا ننسى إدعائنا جميعا العمل لتأسيس دولة ومنهج ديمقراطي, تكون فيه المصالح العليا للوطن والشعب, فوق المصلحة السياسية الحزبية أو الشخصية؟!.
العراق بحاجة لجهد جماعي كبير, من كل المواطنين والساسة ,باختلاف توجهاتهم.. وليس مطلوبا أن نتخلى عن توجهاتنا السياسية أو الفكرية, بل نحتفظ بها ونراجعها, تقويما وتقريبا لمصالح الوطن والناس, والساسة نحن من نصنعهم..بأصواتنا..فلا يصح أن يجعلونا صنيعتهم ويحركونا كيفما يشاءون.
لنتعلم مما فات, ولا نتوقف عنده, فالوقت ثمين, لنبدأ صفحة جديدة..لكن بعيون مفتوحة تراقب كل شيء..ولا ننتظر أربع أو ثمان سنوات لنتذمر بعدها!.
اقلبوا الصفحة رجاء..لنمضي معا في بناء وطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك