رابع عشر: وفي السياسات العامة:
اولا: لا تتبنى نظرية صناعة الأزمات بالمطلق، فلقد استخدمها سلفُك وفشل.
وهذا يتطلب منك ان لا تصغِ الى كلام المأزومين او استشارة المغرضين او افكار من يحمل العقلية التدميريّة.
انّ علامة نجاح القائد، اي قائد، هي قدرته على تفكيك اعقد الأزمات، اما الذي يصنعها بيده ليمتطي ظهرها عند الحاجة، فإنما يسير الى حتفه بالتأكيد.
ثانيا: لا تتبنى نظرية الاحتفاظ بالملفات لوقت الحاجة، كذلك وظّفها من كان قبلك وفشل،
انها سياسة مردودها على صاحبها وليس على الخصم، خاصة اذا كانت الملفات من العيار الثقيل، فالمتستّر عليها شريك في الجرم بلا شك.
ثالثا: وظّف الفعل في كل برنامجك الحكومي واحذر ردود الأفعال والانفعالية.
رابعا: رمّم العلاقة مع الإقليم والمحيط والمجتمع الدولي في علاقات متوازنة تعتمد المصالح والاحترام المتبادل، ولا تسمح لاحد ان يتدخل في شؤون العراق ابدا.
خامسا: ضع حدا للخلافات بين كل الشركاء، خاصة بين المركز والإقليم، فإنها استنزفت البلاد وأضرّت كثيرا باللحمة الوطنية، وهي أحيت، في احيان كثيرة، النزعة العنصرية والطائفية والقبليّة في المجتمع العراقي.
سادسا: أكّد على الحوار كطريق لإعادة النظر في الكثير من المفاهيم الدستورية، كالفيدرالية مثلا، وسرّع في تنظيم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لتسيران جنبا الى جنب، فلا ترفض حضور جلسة استجواب لازلت على حق، ولا ترفض نقدا او رقابة او مساءلة اذا كنت مقتنعا بصحة ادائك، فان كل ذلك مما يقوي موقفك الوظيفي ويقودك نحو الأفضل.
سابعا: ابذل قصارى جهدك للفصل بين السلطات، وكذلك اعِد للهيئات المستقلة استقلاليتها لتعيد لها هيبتها.
ثامنا: لا تتجاوز الدستور ابدا في اي تعيين، وبالذات الدرجات الوظيفية الخاصة ومدراء الهيئات المستقلة، وليتحمل البرلمان مسؤولية الرقابة والمحاسبة على اكمل وجه.
تاسعا: اعتمد منهجية تنتهي ببناء دولة وليس نظاما، دولة تعتمد المؤسسات فلا تبنيها على نظرية الأفراد والأشخاص، لتستمر بالنمو والتقدم والتطور أيا كان الربّان.
لا تُشخصِن الموقع، ولا تُشخصِن الخلافات السياسية، ولا تُشخصِن النجاح والفشل، لتبني قواعد متينة وتؤسس لبناء دولة مدنية وعصرية.
عاشرا: رُصّ لائحة الأولويات بسرعة، والتي ستقف على رأسها، حتما، الملف الأمني، لتعيد سيادة الدولة على كل شبر من ارض العراق، وتضع حدا لجرائم الارهابيين وتعيد المهجرين والنازحين الى مدنهم وقراهم، وكذلك حماية الحدود من تسلل الارهابيين.
حادي عشر: اعِد للعراق هيبته في المحافل الدولية، من خلال اعادة النظر في تركيبة ومحتوى رسالة البعثات الديبلوماسية في الخارج وبكل أسمائها ومسمياتها.
وكذلك، من خلال حفظ اسرار الدولة، فالعراق بات بلداً بلا اسرار، بمعنى بلد بلا أمن وطني او قومي، بسبب ثرثرة من هب ودب من موظفي الدولة وعلى شتى المستويات عن كل ما يخص الدولة، خاصة الأمنية والعسكرية والسرية على وجه التحديد.
هذا على الصعيد الخارجي، اما على الصعيد الداخلي، فأعِدْ للدولة هيبتها من خلال الاهتمام بحفظ النظام والقانون الذي يجب ان يكون فوق الجميع.
https://telegram.me/buratha