ليلة 14/15- آب ، ليلة ( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي ) ، تراجعَ نموذج الزعيم الأوحد والقائد الضرورة ، اللية انقلبت الأمور رأساً على عقب ، فسلطة السيد نوري المالكي التي كانت تبدو ( قوية ) ومتماسكة قد تداعت من فرط ضعفها ، الليلة ورغم كم الاهوال والكوارث الإنسانية السائدة في العراق ، فسحة من أمل للمواطن العراقي والعراق بيوم اخر اكثر وضوحاً ، بذات الوقت هي فسحة للسيد حيدر العبادي ، ان يعي بأن العراق كان اكبر وسيبقى اكبر من الجميع ، الفرصة والوقت سانح للسيد حيدر العبادي ، أن يرتب اوراقه وطنيا ً ، ويكون اسير برنامج وطني عراقي ، وتشكيل خارطة السلطة على أسس وقيم وطنية عراقية جديدة ، وليس اسير رغبات طائفية - عرقية او حزبية ضيقة كما ارادها السيد المالكي في خطبة ( الوداع ) من فرض شروط ورغبة بأن يكون (مرجعا ) و (وصيا ) سياسياً يستشار بالصغيرة والكبيرة ، وهو امر جائر ومفزع ! ، الاستحقاق عراقي بأمتياز ، وعلى السيد حيدر العبادي ان يستوعب المهام وطنياً .
تجاوز التركة الثقيلة التي خلفتها الفاشية البعثية والاحتلال الامريكي وسلطة السيد نوري المالكي من فوضى امنية وصراع اهلي ، وسنوات فشل مريرة قاسية وفساد مالي كبير وارهاب يومي وتهجير ونزوح جماعي واحتلال مدن وبلدات من قبل حثالات البعث الفاشي واجلاف دولة الخلافة ( داعش ) ، ليس بالمهمة الهينة والبسيطة كما كان يتصور ويدعي السيد نوري المالكي وطاقمه واعلامه الذليل ، مطلوب من السيد حيدر العبادي ، فهم وادراك علمي لأسباب الفشل اقتصاديا وسياسيأ وقضائياً و الأهم الأنكسارات الأمنية القاسية التي باتت مدخلاً جديداً وعودة ( مبررة ) للولايات المتحدة الامريكية ودول الجوار للتدخل في الشأن العراقي ولدواعي (إنسانية ) . على السيد حيدر العبادي أن لا يُهمل الاصوات الوطنية المخلصة التي استعجلت مضطرة وهي محقة بتقديم بما يعين من مشاريع للخروج بمسارات ومخارج حلول وتغيير جذري ينقلنا من (دولة السلطة ) الى ( سلطة الدولة ) وتشكيل حكومة وحدة وطنية نزيهه واثراءها بعقول وطنية شريفة نظيفة اليد مرنة ، تأخذ بعين الاعتبار تنوع المجتمع العراقي وتعقيدات الواقع العراقي امنيا وسياسيا واقتصاديا ، السلطة مسؤولية جسيمة يؤمل أن يستوعبها السيد حيدر العبادي وفريقه وكل الكتل والاحزاب السياسية ، فمن غير المسموح من الآن وصاعدا ً اعادة انتاج الاستبداد والفساد ، انه لامجال بعد الآن ان تدار الدولة العراقية من فرد او طائفة او عائلة ، ليس لاحد أن يتعامل مع العراق بوصفه مشروع خاص يحتكر السلطة والثروة .
التأريخ والمواطن العراقي سيظل يتذكر ويستحضر الليلة 14/15- آب وفعلها التراجيدي ورمزيتها ، الأمل ان يتعزز هذا المنحى ( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي )1 كلما كان ذلك ضرورياً .
عدنان حاتم السعدي
1-( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي ) شعار شباب ثورة مصر
https://telegram.me/buratha