ثامن عشر: بشأن إدارة الشراكة الحقيقية مع الآخرين:
/ تقاسم السلطة مع التحالف الوطني، وكذلك تقاسم معه النجاحات ليتقاسم معك اي فشل قد تقع فيه لا سمح الله.
ان المهمة صعبة للغاية فلقد ورثتَ من سلفِك ما لو حملتها الجبال لاشفقْن منها، ولذلك فليس من المعقول ولا من المصلحة ان تتحمل المسؤولية لوحدك، وهذا يحتاج:
/ ان يشعر التحالف بانّك ملتزم بتمثيله بالفعل وليس بالاسم فقط، فاذا وجد التحالف نفسه في الامانة العامة لمجلس الوزراء وفي فرق المستشارين، وفي رسم السياسات والخطط الاستراتيجية فلا يُفاجأ بأزمة او يُؤخذ على حين غرّة باستخدام القوة، فسيكون لك ظهرا وسندا، وتكون له كذلك، فانت تستقوي به وهو يستقوي بك، قوتك منه وقوته منك.
/ ان تدفع وبقوة باتجاه ان يتحول التحالف الى مؤسسة قيادية يتم تداول السلطة فيها لنحول دون تكرار تجربة التشبّث بالسلطة والتي كادت ان تأتي علينا جميعا، لولا لطف الله تعالى.
يجب على التحالف ان يتّفق على صيغة معقولة لتداول السلطة منذ اللحظة، لتهدأ النفوس ويطمئن البال، فان من اخطر صراعاته الداخلية هو الصراع على السلطة، لانه صراع مع الذات.
/ اما بالنسبة الى بقية مكونات التحالف الوطني، فهي الاخرى يجب عليها ان تتعلّم من تجربة السلف، فلا تترُكُك لوحدك، اذ يجب ان تكون حاضنتك الحقيقية، الدافئة والرحيمة، تعضُدك وتساعدك وتمكّنك من النجاح ولا تتربص بك او تتآمر عليك، ومن جانب آخر تلاحقك فتقوّمك فور شعورها بالخطأ وتنبّهك فور إحساسها بالخطر، حتى تعالج المشاكل بسرعة وفي الوقت المناسب وقبل فوات الاوان وبأقل ثمن.
/ إنّ رئاسة مجلس الوزراء هو من حصة (المكون الشيعي) كما تسمونه، أليس كذلك؟ فلماذا، اذن، لا يجد الشيعة انفسهم فيه؟.
ولتحقيق هذا الشعور يجب ان يكون الموقع لكل الشيعة بلا استثناء، طاقات خلاقة وكفاءات متميزة وخبرات متراكمة ومستشارين مشهود لهم، وهذا يحتاج الى ان تتغير العقلية الإدارية لتنطلق الى الاطر الأوسع بدلا من الاطر الحزبية الضيقة.
كذلك، يحتاج الامر الى ان يتم اعتماد المعايير الحضارية، معايير النجاح الدولية والمواصفات العالمية في التعيين والتوظيف، وليس معايير الولاء والحزبية والعشائرية والعائلية، والتي اعتمدها سلفُك ففشل.
/ كذلك، تقاسم السلطة مع كل شركاء الوطن والعملية السياسية، ليشعر الجميع بانّهم جزء من المسؤولية ليتقاسموا معك النجاحات والفشل لا سمح الله اذا مرّ لسبب من الأسباب.
وبهذا الصدد، أحذّرك من إدارة وزارة بالوكالة، واسعَ لإكمال تشكيلة فريقك الحكومي منذ البداية لتنطلق الحكومة مرة واحدة بكامل عدتها وعديدها، أرأيت فريقا رياضيا يخوض منافساته الشرسة بالوكالة؟!.
تاسع عشر: ان الإصلاح المطلوب والواجب الذي تنوي تحقيقه في مجلس الوزراء والمؤسسات التابعة، يجب ان يبدأ من الأقرب فالأقرب، النفس اولا ثم الحزب وهكذا، لتقدّم نموذجاً للآخرين فلم يجرؤ احدٌ على ابتزازك مثلا او الاحتفاظ ضدك بملف ما، فان ذلك ما يُضعف موقفك ويشلّ قدرتك على الإصلاح على قاعدة (فاقد الشيء لا يعطيه) ولقد أشار أمير المؤمنين (ع) الى هذه القاعدة عندما كان يحاسب ولاته وقادة جيشه على اساس ما يفعل هو وأقرب الناس اليه، لا ما يفعل البعيدين عنه، لان الانسان النموذج حجة ولكن غيره لم يكن حجة بيده اذا كان هو غير ذلك.
يقول (ع) في رسالة الى بعض عماله وقد تناهت اليه اخبار خياناته {فَاتَّقِ اللهَ، وَارْدُدْ إِلَى هؤُلاَءِ الْقَوْمِ أمَوَالَهُمْ، فإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِي اللهُ مِنْكَ لاَُعْذِرَنَّ إِلَى اللهِ فِيكَ، وَلاََضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِي الَّذِي مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلاَّ دَخَلَ النَّارَ! وَوَاللهِ لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فعَلاَ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْتَ، مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِي هَوَادَة، وَلاَ ظَفِرَا مِنِّي بَإِرَادَة، حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا، وَأُزِيحَ الْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا}.
وبهذا الصدد اقترح عليك ان تترك اي موقع رسمي في الحزب، الناطقية تحديدا، لتكون ناطقا باسم كل العراق ورئيسا لمجلس وزراء كل العراق.
كما اتمنى عليك ان لا تدع الحزب يتدخل في تفاصيل عملك وشؤون الحكومة، الا بمقدار ما يمثل من التحالف الوطني، وهو ما نسبته (/) فقط.
https://telegram.me/buratha