المقالات

المناصب تكليف وليست امتيازا ولا تشريفا

1141 02:50:53 2014-08-17

مادامت كل افكار وتوجهات حركاتنا السياسية جادة في السعي الحثيث لبناء اسس دولة النظام الديمقراطي والقانون المنصف، ومادام الجميع نبذوا وينبذون دكتاتورية السلطات المستبدة التي عانوا تعسفها واضطهادها عقودا سودا، وبغية اشراك جميع طبقات واطياف شعبنا المظلوم في القرار السياسي فلا بد من احياء مبادئ وقيم سياسية جديدة تتناسب مع تطلعات العهد العراقي الجديد وفي مقدمتها مبدأ مساءلة المسؤول، هذا المبدأ الذي طواه النسيان ودفنته سياسة التسلط، لتدفع بالناس الى المشاركة الميدانية والحقيقية في كل شؤون الحياة واولها الشان السياسي. وهذا البناء لا يستقيم الا بتصحيح مفاهيم مغلوطة عفا عليها الزمن وخلفتها شعوب العالم المتحرر وراءها، مفاهيم بالية زرعها الطغاة والمتنفذون والمتسلطون في اذهان الناس البسطاء - والذين حرصوا على تجهيلهم - ليتوارثوها جيلا عن جيل، وعلى رأس هذه المفاهيم المتخلفة تقديس الاشخاص وتأليههم، وهذا واجب يتحمل وزره المعنيون وذلك بافهام الناس بأن تقديس الاشخاص وعبادتهم فعل تحرمه الشرائع والاديان كافة كونه يمثل نوعا من انواع الشرك في الذات الالهية قبل ان يلغي كينونة وذات الانسان ويحيله الى عبد ذليل خانع لا حول له ولا قوة يقاد كما تقاد البهائم. 

وكخطوة اولى يجب على المسؤولين تشجيع العامة على ممارسة دور الرقابة الشعبية ومساءلة المتصدين للقيادة وادراة شؤون البلاد وعلى كافة المستويات، وذلك باحياء روح المواطنة والشعور بالمسؤولية والواجب عند الجميع وبتسفيه طروحات الاتكالية والاستسلام لثقافة التصاغر بين ايدي المسؤولين وتقديم فروض الطاعة بترديد مفردات التخاذل والاستضعاف.

ان الجميع مدعوون، وكل من موقعه بالتذكير بأن الانسان كائن من كان مسؤول بشكل وبآخر عن جميع الامور التي تجري حوله سواء مسته او اصابت غيره ولذا جاء في الاحاديث القدسية الشريفة "من بات غير مهتم بامور الناس فليس منهم". و "ملعون ملعون من بات شبعانا وجاره جائع".
ومن هنا لابد ان يعلم الجميع ان المناصب والمراكز هي واجب تكليف وليست امتياز او تشريفاً، وان المسؤولية هي روح المشاركة مثلما فرضت المساءلة كواجب امر بمعروف ونهي عن منكر وبذلك فهي من القوة بحيث لا تستثني احدا ولا تصانع ولا تحابي ولا تجامل احدا على حساب حقوق الاخرين مهما كان منصبه ومركزه الوظيفي.

ان غياب روح المواطنة والشعور بالمسؤولية هي اولى مراحل استبداد الحاكم وتعسفه وهي اكبر واهم الدوافع لطغيانه ولذا ورد في الحديث الشريف "اذا تركتم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تسلط عليكم شراركم وتاخذون بالدعاء فلا يستجاب لكم"!. اذا فنحن احوج ما نكون لاحياء مبادئ المساءلة باطر حضارية واساليب وصيغ معاصرة كونها تشكل حجر الزاوية في انشاء دولة قوية يديرها نظام ديمقراطي حر. فترك المسؤول يمارس سلطاته بهواه وكما يحلو له وكانه ظل الله على الارض سيدفعه الى التمادي واستصغار الناس وهدر حقوقهم عل حساب المال العام وهدره وتبذيره على ملذات الحاكم وحاشيته. وذلك لان الحاكم ليس معصوما، كما "ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي". ان الشعوب التي تهاونت في استخدام حقوقها المشروعة، واحاطت الحكّام بهالة من التقديس وتركتهم يعملون حسب اهوائهم دفعت الثمن غاليا بعد استفحال امر اولئك الحكام والمسؤولين وتنمرهم على من كان سببا في وصولهم الى مراكز السلطة وانتهاجهم اساليب الاستبداد التعسفية حيث تفرعنت تلك الدكتاتوريات واسست امبراطوريات وراثية استهانت بشعوبها وسامتها سوء العذاب والقهر والتنكيل بعدما جذرت حالة الخضوع والعبودية والانهزامية في دواخل نفوس تلك الشعوب. بحيث تفشت وتفاقمت وكأنها القدر المستحكم والداء الوبيل ولذا جهد الانبياء والمرسلون والاولياء والصلحاء على الغاء الفوارق الطبقية: "كلكم لآدم وآدم من تراب" الناس سواسية كأسنان المشط .المؤمن كفؤ المؤمن. كما نظموا العلاقة بين الحاكم والمحكوم: كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته. لا تكن على الرعية سبعا ضاريا فهم اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق. وحاولوا تثقيف الناس على الاعتزاز بنعمة الحرية التي وهبها الله تعالى: 
* لا تكن عبدا لغيرك وقد خلقك الله حرا.
* متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك