المقالات

" الحكام بعضهم من بعض !! "

1417 05:40:41 2014-08-19

يقال : ان الزمن لا يعيد نفسه وإنما نحن من نكرر نفس الأخطاء . فيا ترى لماذا نعيد نفس الأخطاء؟ أو نقع في نفس الأخطاء (على تعبير أخر) ؟!! ...
المشكلة الحقيقية هي في الأخطاء العامة، وإلا ففي الأخطاء الخاصة، من الممكن تدارك الموضوع بسهولة ، أو الخروج بأقل الخسائر والمشاكل، ولكن في الأخطاء العامة يكون تدارك الخطأ صعب جداً، والخروج منه يتطلب خسائر وتضحيات كبيرة . ومن الأخطاء العامة، هي أخطاء الشعوب في أختيار حكامها أو صناعتهم بمؤثرات نفاقية تملقية !! ...

يقول السيد الشهيد " محمد باقر الصدر" : الجماهير أقوى من الطغاة . وأقول : الشعوب تصنع الطغاة ؛ فعندما تريد أن تصنع شيئا،ً فأنت تحضر الأدوات وطريقة العمل، وبالمقابل تكون المادة قابلة لما تريد صناعته منها، مثلاً : نحن لا نستطيع ان نصنع كرسياً من الماء!!، إلا اذا حولنا الماء الى ثلج ؛ فمن هذا نفهم بأن صناعة الطاغية هي عملية تفاعلية بين الشعب والحاكم ، والعامل الأقوى في بادئ الأمر هو الصانع قطعاً (الشعب) وليس المصنوع (الحاكم)، ثم تتحول المعادلة بصورة عكسية ؛ فأفهم ذلك .

إن رضوخ الشعب لممارسات الطاغية، ثم محاولة إقناع النفس بقبول تلك المماراسات، يولد قناعة لدى الشعب ولدى الطاغية (في نفس الوقت) بأنه هو المنقذ والقائد الضرورة !! وإن كل من يخالفه فهو ضال مضل وجب القضاء عليه !! ... 

تنفسنا الصعداء ، بعد سقوط الصنم في عام 2003 ، وبانت لدينا فسحة أمل ، خصوصاً مع ثقتنا العالية بالمعارضة العراقية التي قارعت النظام ، سياسياً وعسكرياً متمثلةً بالمجلس الأعلى والقوى الوطنية الشريفة، وعلى مدى ثلاثة عقود من الزمن تقريباً ، ولكن !! وآهٍ من كلمة (لكن)!! ، زُحزِحَ المجلس الاعلى والمناضلين الشرفاء عن مكانهم تدريجياً وبأسلوبٍ خبيثٍ ووضيعٍ ودنيئ !! فكان كما كان اميره علي بن أبي طالب (ع) ( رضيت وفي العين قذى وفي الحلق شجى)!! فوصل الى الحكم من ليس هو أهلاً له ، والذي ليس له تاريخ نضالي (بأعترافه الشخصي)!! فطاف عليه طائفٌ من منافقي الشعب ومتملقيه ، فصنعوا منه وهو قابل للصنع!! ، دكتاتوراً جديداً، بل أقسى وأعتى ، فعدنا الى ما بدأنا منه ؛ لقد لخص القرأن الكريم قولنا اعلاه بهذه الأيات الكريمة (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {سورة التوبة}) ...

لكن (وهذه المرة ممدوحة وليس مذمومة) أبى الأحرار، من أبناء المرجعية الرشيدة، وبالخصوص أبناء تيار شهيد المحراب وأخوتهم في التحالف الوطني، والذين لم يخوضوا مع الخائضين ؛ أبوا إلا أن يبقوا أحراراً وأن لا عودة للدكتاتورية مرة أخرى ، فجاء النصر وحصل التغيير ... فهل من متعض ؟!! ...  

هنالك مقولة مشهورة لنجل الرئيس المصري (أنور السادات) : ليس لدينا في الحكومات العربية كلمة (الرئيس السابق) بل (الرئيس الراحل ) . أقول : والأن تحولت الى (الرئيس المخلوع) !! فأفهموا أيها الساسة المغفلون ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك