تأثرت حد البكاء وانا أتابع الفيلم الذي نشره الارهابيون عن مقتل الصحفي الاميركي (جيمس فولي) مثلما ابكي دما كلما أشاهد مناظر المآسي التي يمر بها أهلي في العراق من التركمان والايزدييّن والمسيحييّن والشبك وكل من يقضي نحبه او يتعرض لعدوان، ومن اي شكل كان، على يد الارهابيين.
جيم هو اول ضحية اجنبية نتيجة انانيّة الغرب الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم اذا كان الامر يتعلق بالعراقيين مثلا، ولكنه يقيم الدنيا ولا يقعدها اذا تعرض مواطن لأذى، ولقد تابعت اليوم عن كثب التأثر العميق في وجوه الأميركان وهم يتابعون قصة الصحفي المغدور.
انه ضحية لؤم الغرب الذي يفكر بطريقة تصدير الارهاب الى العراق، نموذجا، لتأمن شعوبه، وما درى ان العولمة ونظام القرية لا يقتصر على التكنولوجيا والقيم النبيلة فقط، وإنما يشمل، كذلك، الارهابيين وقيمهم الحقيرة والخطيرة.
ولو ان زعماء الغرب قالوا الحقيقة لشعوبهم لانتفض الراي العام ضدهم ولما دفع ثمنا كهذا الصحفي.
لو قالوا لهم بان الارهابيين صناعة أميركية، ان كانت بشكل مباشر او غير مباشر، من خلال دعم منبع الارهاب، نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وقطر، بكل انواع الدعم.
لو قالوا لهم بأنّ الارهابيين يتسلحون بأموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة الأميركية تحديدا.
لو قالوا لهم لقد سكتنا طويلا واهملناهم حتى تمدّدوا في الموصل وكادوا ان يعبروا الى داخل مدن كردستان.
لو قالوا لهم اننا عبثنا بدماء العراقيين وبقينا نتفرج على مناظر الرؤوس المقطوعة والأشلاء المقطّعة والدمار الهائل الذي تعرض له التاريخ والحضارة في الموصل مدة طويلة من الزمن.
لو قالوا لهم ان الارهاب اداة (خفيّة) من أدوات سياستنا الدولية، نضرب بها من نشاء؟ ومتى نشاء؟ وكيف نشاء؟.
لو قالوا لهم الحقيقة، لمارس الراي العام ضغطا هائلا لإيقاف الدعم المباشر وغير المباشر للارهابيين ولما قُتل (جيم).
ان دمه برقبة الرئيس اوباما وبقية زعماء الكونغرس الذين شرعنوا اكثر من مرة لحد الان الدعم المالي واللوجستي والتسليحي للارهابيين حتى توسع خطرهم ليصل الى (جيم).
سنوات والإرهابيّون يدمّرون الحياة، الا ان رئيس الوزراء البريطاني لم يقطع مرّة زيارة رسميّة الا عندنا تابع مشاهد قتل الصحفي الاميركي!!!.
ترى، هل بعد هذا دليل أقوى منه على أنانية الغرب ولؤمه؟.
لطالما قلنا ونقولها الان بان الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيّات سيُقاتلون الارهابيين في شوارع نيويورك وواشنطن وبرلين ولندن وباريس ومدريد، لازال هناك مواطن عراقي يتعرض للظلم على يد الارهابيين المدعومين بأموال دافعي الضرائب والمتسلّحين بها.
اذا أراد الغرب ان يكتفي بهذا الثمن (جيم) فعليه ان يساعد العراقيين على القضاء على الارهابيين، والا فان فاتورة الثمن ستكبر ويتسع مداها، فهي ككرة الثّلج تكبر وتكبر كلما تدحرجت من علو
https://telegram.me/buratha