لا أعرف من أين ابتدأ؛ ولكن لأبين أول الامر لماذا تصدح حناجرنا؟ ولماذا نكتب؟ لقد جُبلنا على حب العراق, الذي قضينا فيه وأبائنا واجدادنا أعمارا, نخدمه حباً لا طمعاً, ولم ننتظر منهم جزاءاً أو شكورا.. فقد عجزت كل الحكومات السابقة وبدون أستثناء, على أن توفينا حقوقنا, ومع ذلك واصلنا العطاء.. نحن بناة الحضارة, رفعناها للعوالم, وثيابنا ممزقة, مكتوب على جباهنا, أناس علموا وعملوا.. لقد صُودرت حقوقنا, ومُنح الاخرين خيرنا, لا لعيب فينا, أنما لطيبتنا..
على كل حال, لقد عشنا النكبات, ولكن لم نصل الى مثل هذه المرحلة التي نعيشها اليوم, أستشرى الجهل فينا, ولكنه مقنع؟! فالكثير من اصحاب الشهادات لا يفقهون في أختصاصهم شيء! لقد أستحصلوا الشهادات بنظام (الكيرفات) وبالعامية نسميه (الدفعات), بعضهم لم يداوم أثناء دراسته, ولكنه نجح, وأخذ شهادته, ليتعين بها, أسوة بالذي جد! ظروف أستثنائية, لعبت بأنظمتنا التعليمية, نجمت عن حروب, وتخبطات سياسية, لم نجني منها الا الخراب والخراب.. هذا الامر لا يقتصر على عامة الناس, بل وصل الى أصحاب المناصب, فقد كُشف تزوير الكثير منهم لشهاداتهم, وبرغم ذلك لم يحاسبوا بتزويرهم؟!
قيل أن بعضهم تولى مناصب حساسة بالحكومة السابقة؛ مما زاد سوء الحال في وزاراتنا, وجعلها مظهر, لا جوهر, أسمها رنان, ولكن داخلها فان, عمال بلا عمل.. ولماذا تعمل الناس؟ وبعض أصحاب المناصب مشغولين بالتستر على سلبياتهم أو الحفاظ على مناصبهم, أو جمع ما أنفقوه, لتحصيل مناصبهم.. مناصب تشترى وتباع, لحساب من ؟ ولصالح من؟ أسئلة لا مجيب لها.. أين الكفاءة؟ اين المتابعة؟ (ظلمة ودليلها حائر)..
قد يفسر هذا تردي واقعنا الخدمي, وأستشراء الفساد في أغلب مؤسساتنا الحكومية, ولنا في وزارة الكهرباء, أمثلة.. لقد عًاهدنا القادة أن يكون التيار الكهربائي مستمراً, مستقراً, يغنينا عن المولدات, والرافعات, والعاكسات... التي شاغلتنا, وأرهقت ميزانياتنا.. لكنها وعود زائفة, أفقدتهم صدقيتهم, وأظهرت عجز القانون في دولة القانون, على محاسبة المقصرين والمفسدين.. ينفقون الأموال الطائلة عليهم وعليها, ولا نتائج ملموسة في أرض الواقع..
نحن كمواطنين, عانينا الامرين من وزارة الكهرباء, كان اخرها, تكاليف ضخمة نتحملها كل شهرين, لا لننا نبذر في أستهلاك الكهرباء الوطنية, أنما لان وزارة الكهرباء أسرفت بأحمالها, وتريد أن تستقطع هذه الاموال المنهوبة من ولد الخائبة (المواطنين).
نعم فأغلب كهربائنا تقدير, والميزانية وقارئها, أنما عملية عبثية شكلية!
https://telegram.me/buratha